التنظيم والإدارة والحكم الرشيد بالعدالة والمساواة بالحقوق هو الأساس لدولة مدنية إقتصادية يعترف بها المجتمع الدولي ويتعامل معها في شتى مجالات الحياة .. بلادنا لازالت تتوسع في حروب وصراعات وتفتيت للجيش وتحويله إلى مليشيات تقودها زعامات أمراء الحرب التي تعمل تحت عباءة الكفيل السعودي والاماراتي ومنها تحت عباءة تركيا وقطر ومنها تحت عباءة إيران .. هؤلاء الكفلاء يدعمون مصالحهم بأدوات الخيانة العظمى للوطن .. دعونا نتحدث بكل شفافية رغم أنها مؤلمة جداً .. الكفلاء لن يسلموكم وطن مزدهر ولن يدعموكم اقتصاديآ إلا رشفات لاستمرار النبض لبقاء الرجل الميت سريريآ في النزاع ولدينا الكثير من هؤلاء الرجال الميتون سريريآ .. فما اود ان اعرض لكم بعض الأمور الهامة لانتزاع الحقوق والسيادة الوطنية لبناء دولة ذات حكم ذاتي لها دستور وجيش وأمن نظامي واعتراف دولي للقضية التي ناضلت لتحقيقها ونالتها واستحقت الوجود .. دولة كردستان العراق .. كان العالم غير مهتم بالاكراد في العراق ولكنهم بعد سقوط نظام الشهيد صدام حسين بدأوا في تنظيم أنفسهم وتوحيد قيادتهم وادارتهم استطاعوا بناء مقومات الدولة الكردية المدنية بكامل قوامها من جيش وطني وأمن نظامي وحصلوا على اعترافات إقليمية ودولية .. كل ذلك بتنظيم أنفسهم وتوحيد قيادتهم وادارتهم .. والاكراد موزعين على دول الإقليم منها: أكراد تركيا وهم الأغلبية السكانية ولكن لم ينظموا أنفسهم ويوحدوا قيادتهم وادارتهم وظلوا في الشتات .. أكراد سورياوروسيا لم ينظموا أنفسهم وظلوا تحت نظام حكم الدولة التي يعيشون في كنفها .. وبينما تجد الحركة الوطنية العراقية ساعدت الاحتلال الامريكي لدخول العراق وجاؤ معهم على ظهور الدبابات الأمريكية .. فأي حركة وطنية تساعد المحتل ليحتل بلادها إنها الخيانة العظمى ..
فلسطين بعد قيام دولة إسرائيل عام 48م نظموا الإسرائيليين أنفسهم طيلة الأعوام الماضية ودعمتهم دول أوروبا وامريكا لبناء دولتهم لتكون شوكة في خاصرة الوطن العربي الميت الذي يعيش تحت الإحتلال البريطاني والفرنسي والايطالي وحتى بعد تحرير الوطن العربي لم ينظم العرب دولهم في الحكم الرشيد والعدالة الانتقالية والمساواة بالحقوق المدنية والحريات وظل تحت حكم استبدادي شمولي بينما دولة إسرائيل نظمت نفسها بمسمى نظام ديمقراطي بإنتخابات رئاسيه .. والفلسطينيين منذ عام 48م لم تكن لديهم أي مقاومة تذكر ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى عام 1965م تأسست منظمة فتح وتبعتها منظمة التحرير الفلسطينية ثم حركة حماس وهكذا تشتت القوى السياسية والعسكرية الفلسطينية لعدم تنظيم أنفسهم وتوحيد قيادتهم وادارتهم ..
وفي اليمنصنعاء لم يكون لها تنظيم إداري وحكم رشيد وعدالة انتقالية كاملة فكانت الانقلابات العسكرية القبليتاريا تتعاقب والاغتيالات والسجون والمصادرة للحقوق والحريات العامة . وفي دولة الجنوب اليمن لم تختلف عن باقي الطوق اليمني في تعاقب الانقلابات العسكرية والعنصرية القبلية .. كل تلك الأعمال الرذيلة الشمولية كانت تدعمها دول الإقليم كانت صنعاء نظامها رأسمالي كفيلتها السعودية والجنوب نظامها شيوعي اشتراكي كفيلها روسيا والصين ودول الاشتراكية .. فكان الحكم في صنعاءوعدن شمولية عنصرية وليس نظام وطني ولا يوجد التعايش الوطني السلمي المدني الإنساني .. فلم توحد صنعاء تنظيمها وإدارتها تحت الحكم الرشيد بالعدالة الانتقالية فخلق لها معارضة أقلية عرقية مذهبية زيدية (الحوثة) هؤلاء استطاعوا تنظيم أنفسهم وتوحيد قيادتهم وادارتهم وهم أقلية عرقية لم تدعمهم اي دولة من سابق وكانت الدولة العفاشية تحاربهم للقضاء عليهم في حروب غير متكافئة ولكون الحوثة منظمين أنفسهم تحت عقيدة مذهبية زيدية شيعيه استطاعوا مقاومة جبروت جيش عفاش الذي سلمهم المعسكرات والأسلحة الثقيلة بإتفاق مصالحة خفية مع عفاش للقضاء على حزب الاصلاح الأحمري المعارض لعفاش بعد خلافاتهم على الاستيلاء للأموال العامة وترسيم الحدود اليمنية السعودية التي سلمت ملايين الدولارات لعفاش مع المرحوم رئيس الوزراء السابق عبدالقادر باجمال الذي وقع الاتفاقية ..
لكون أن الحوثة أقلية ولكنهم صمدوا واستطاعوا تنظيم أنفسهم وتوحيد قيادتهم وادارتهم فرضوا على المجتمع الدولي يتعامل معهم كأمر واقع بالتفاوض في السلم والحرب ولا يمكن تجاوزهم .. فدعمتهم دول الإقليم بعد أن نظموا أنفسهم ووحدوا قيادتهم ومرجعيتهم كقوة على الأرض فأعترفت إيرانوتركيا وقطر ودول عظمى روسيا والصين عندما وجدوا أن الحوثة منظمين أنفسهم ..
وكان نظام الحكم في عدن جبروت الحزب الاشتراكي الشمولي بالحديد والنار ومصادرة ممتلكات المواطنين والشركات وغيرها بإصدار قانون منظم للنهب وهو قانون التأميم ... فلم يكون نظام الحكم في صنعاء و عدن يتمتع بالحكم الرشيد والعدالة الانتقالية والمساواة بالحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والإنسانية والحريات العامة .. اليمن الطبيعية ارض بكر في باطنها من الثروات التي حباها الله ما يكفي لتكون في مصاف الدول المتقدمة عالميآ ... ولكن وكلمة لكن هي صاحبة القرار الذي ممكن تغيير المسار السياسي الوطني لخدمة التعايش الوطني السلمي الإنساني بين كل المحافظات بالحكم الرشيد والعدالة الانتقالية والمساواة بالحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والإنسانية جمعاء .. وما يحصل الآن تدوير لنفايات الماضي الشمولي فالحرب مستعرة ولن تتوقف وستظل المواجهات حتى بين الأسرة نفسها نتيجة الاختلاط بالتعايش والزواج بين المحافظات وتأقلم التعايش بالصراعات العنصرية الدموية .. فالشرعية سمحت للتحالف وكذا الانتقالي بتدمير البنية التحتية للسنة السادسة ثم تبنى التحالف العمران لما دمروه وهذا شي طبيعي .. # ولكن الأهم هو تدمير الفكر الوطني وتقسيمه إلى تابعيات الريال السعودي والمخطط الإماراتي لتخريب الوعي الوطني وتحويله للخيانه الوطنية لحماية مصالحهم#..
فالحلول لوقف الحرب هي عودة كل المتقاتلين إلى معسكراتهم وعمل خطة التوعية الوطنية تبداء مع القيادات السياسية والعسكرية ثم تنتقل تلك القيادات مع بعضها لتوعية الجنود في المعسكرات ليشاهدوا قياداتهم تقوم بالتوعية والندم على ما مضى والترحم للشهداء ومعالجة الجرحى والمعوقين والإفراج عن المعتقلين كافة .. الكفيل السعودي والاماراتي للشرعية والانتقالي والكفيل التركي والقطري لحزب الإصلاح والكفيل الإيراني للحوثة .. اتخذته من ارض اليمن لصراعاتكم بأدوات يمنية .. فليس من صالحكم أن تعود سيادة اليمن لأهلها فباطنها خيرات لو استقرت امنيآ فأقتصادها يكفي لتكون في مصاف الدول المتقدمة عالميآ .. نسأل الله تعالى الهداية لقيادتنا والخروج من عباءة الكفيل والجلوس للحوار السلمي والتعايش الوطني الشامل والقبول بالآخر والتوافق السياسي ليخدم الاقتصاد الوطني لنهضة البلاد ..
مما جاء أعلاه هي رسالة لإبناء واهالي عدن لن تجدوا كفيل بدعمكم لانكم تبحثون عن الوطن والهويه .. فلا ألأمم المتحدة ستصدر قرار بعودة دولة عدن ولن تحمي الهوية فهي شركة تسويق لمصالح الأقوياء .. ولكن اصمدوا ونظموا أنفسكم ووحدوا قياداتكم ومرجعية بالتمثيل الوطني من كل المديريات محافظة عدن لتكون رئاسة مجلس ابناء عدن للتفاوض مع المجتمع الدولي والمحلي بما يعود بالنفع لمصلحة عدن .. طبعآ لن يتم ذلك إلا بمنهج الحكم الرشيد والعدالة الانتقالية والمساواة بالحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والإنسانية في اليمن ارضآ وشعبآ ..