تعرض قبل أيام الدكتور عارف الداعري مدير الدائرة الصحية للدعم والإسناد لاعتداء آثم وغادر وجبان بإحراق سيارته من قبل مجهولين لم يعرف حتى اللحظة شيء عن هويتهم . عارف الداعري هامة طبية واجتماعية بارزة، يتميز بوضوحه وصراحته وقربه من الناس، وأكثر ما يلفت نظرك فيه هو تعامله العفوي مع الآخرين، ومدى اهتمامه وهو ينظر للجرحى والمصابين بعين المسؤول الذي يحاول دون ادخار أي جهد أن يصنع من أجلهم شيء، تلمس فيه كل ذلك وأنت تراه وهو يوزع القبل على رؤوس الجرحى. قابلناه لأول مرة في محافظة الضالع عندما كان يترأس لجنة لمتابعة شئون الجرحى، ويومها قام من كرسيه بعد أن أدلى بتصريح لإحدى وسائل الإعلام ليقبل رأس الجريح جمال خالد، ويتفاجئ الجميع بالدكتور وهو يضع قبلته المفعمة بكل شيء على رأس ذلك الجريح المكبل بالأوجاع، المقيد بالإصابات والمضاعفات. لم تكن تلك القبلة هي كل شيء بقدر ما كانت طمأنة ودعما معنويا لكل جريح، مما أثار في الجرحى شعور عميق بالامتنان لحاضر يبشر بخير ومستقبل جميل قادم، فوطني لا يزال بخير وهو يكتنز مثل هؤلاء الأوفياء . وبدل أن يقابل الوفاء بالوفاء يتم مقابلة تلك الجهود بمثل ذلك العمل الغادر والجبان، بإحراق السيارة، على الرغم أن الدكتور ليس بينه أي خلاف أو نزاع شخصي مع أحد، مما يوضح ويعكس نوايا أصحاب المواقف والسلوكيات العبثية التي لا تحب أن ترى عملا إيجابيا يصب في مصلحة الجميع . ومن هنا من هذا المنبر وجب علي أن أوجه رسالتي للدكتور على أن المرحلة التي قررت العمل فيها حساسة جدا يا دكتورنا العارف، أقولها وأنا مدرك أنك عارف مدى حساسية وضبابية وخطورة الوضع الذي تعمل فيه، وأنك ما قررت العمل إلا عن دراية ومعرفة وإدراك لما ستواجهه من تحديات. إنني أتضامن مع الدكتور، وأدين بكل قوة ذلك العمل الجبان، وأحمل سلطات عدن مسؤولية الكشف عن المجرمين وتقديمهم للعدالة، وحماية الدكتور عارف وكل من يعمل جاهدا من أجل الناس، من نشطاء اجتماعيين وإعلاميين وسياسيين وغيرهم .