أعلم أنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها كاتب بتأليف كتاب وأعلم أيضاً أن ذلك ليس بالشيء الجديد وهذا ما قد يقوله الكثير . لكن الجديد في الأمر هو أن يكون الكتاب والكاتب قصة نجاح في زمن الفشل وليس مجرد عبارات مطبوعة بين دفتي كتاب . الكتاب كراكيب_نيسان ، الكاتب شيماء_العريقي . هذه هي فحوى القصة .. أما عن الكتاب فهو بذرة طموح في ذهن الكاتبة ظلت تلك البذرة تنمو يوماً فآخر وحلم يراود أفكارها كل لحظة ، وأما عن الكاتبة فهي شيماء الطموحة والمثابرة والتي لا تألوا جهداً في تحقيق أحلامها ، يساعدها في ذلك عزيمتها المتقدة وهمتها المتجددة وجذوتها التي لا تخبو . هل تعلمون ما معنى أن تقوم فتاة يمنية شابة من مدينة تعز بطباعة باكورة أعمالها في سن مبكرة وفي هذا الوقت تحديداً !! معنى ذلك الكاتبة حينما قررت أن تنتج هذا العمل فإنها تخلت عن كل الأفكار المثبطة والسلبية . لم تقل أنها لا تزال في سن مبكرة وأن أمامها الكثير من الوقت لفعل ذلك ، ولم تقل أنها في بلد الحرب عموماً وفي مدينة تعز على وجه الخصوص . شيماء لم تخرج لنا مجرد كتاب نقرأه ، بل أخرجت لنا كلماتٍ من تحت ركام القصف ونيران الحرب . ظلت تتوخى الحذر كي تتمكن من إخراجه للنور دون أن يصاب بأذى وقد كان ذلك إنجازاً يستحق الخلود . أريد أن أسأل الكاتبة ، كيف لحروفك أن تظل بخير كل هذا الوقت ومن الذي منحها الحياة كل هذه المدة برغم كل ما يجري ؟! لم تتأثر حروفك بشظايا الحرب ولم تمت من طول الحصار ولم تقتل في عملية اغتيال كما يحدث في مدينتك كل يوم؟! وكيف تمكنت من حجرها كل هذا الوقت كي لا تختنق بفيروس كورونا الذي أجتاح العالم وأصابه بالهلع؟! كل هذه التساؤلات تجعلني أتيقن أنه ليست مجرد كلمات بين دفتي كتاب بل هي قصة كفاح كللها الله بالنجاح وحفظها كل هذا الوقت حتى خرجت في أحسن تقويم . أبارك هذا الألق وأتمنى لك مستقبلاً يوافق طموحك فأنت نبراس الطريق التي يجب أن ينتهجها كل الأدباء والكتاب الشباب والطبقة المثقفة الناشئة .