دعت الرئاسة اليمنية، الأحد، المجتمع الدولي إلى الإسراع في إدراج جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا ضمن قوائم الإرهاب. جاء ذلك خلال لقاء لنائب الرئيس اليمني علي محسن صالح بمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، وسفير واشنطن لدى اليمن كريستوفر هنزل، في العاصمة السعودية الرياض، وفق ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. وأشار صالح إلى التصعيد المستمر للميليشيات الحوثية وبدعم كبير من إيران وعدم التزامها بتفاهمات استوكهولم واستغلالها في التصعيد العسكري، ومضاعفة هجماتها الباليستية والطيران المسير على المدن اليمنية والسعودية وارتكابها جرائم تفوق ما تمارسه الجماعات الإرهابية وتحديها واستهتارها بالمجتمع الدولي وقراراته. وقال "هذا النهج الإجرامي يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبرى والاستجابة للمطالب الشعبية والسياسية والقانونية بتجريم هذه الجماعة وسرعة إدراجها ضمن قوائم الإرهاب". وفي ذات السياق، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، السبت، أن إدراج مليشيا الحوثي ضمن قوائم الإرهاب، إنصاف للمرأة اليمنية وللملايين من ضحايا جرائمها المرتكبة ضد الإنسانية، وضمان لعدم تكرار الفظائع التي ترتكبها ولم يسبق لها مثيل، وعدم إفلات المسؤولين عنها من العقاب. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن الإرياني قوله "إن معاناة الناجية من معتقلات مليشيا الحوثي المدعومة من ايران، سونيا صالح نموذج لما تعانيه المرأة اليمنية في مناطق سيطرتها". وأضاف "هذه الجريمة النكراء واحدة من آلاف الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية في مناطق سيطرتها ولم تسلم منها حتى النساء، من اختطاف وإخفاء قسري وتعذيب نفسي وجسدي". وأشار الإرياني إلى أن جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي بحق المرأة تجاوزت التقاليد والأعراف التي تحرم المساس بها في ظروف السلم والحرب باعتباره "عيب أسود" والقيم الإنسانية والأخلاقية، في ظل صمت مطبق من منظمات حماية النساء وحقوق الإنسان. وحذر المسؤول اليمني من خطورة عمليات تجنيد مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، آلاف الأطفال الذين انتزعتهم من مقاعد الدراسة، وغسلت أدمغتهم، وتم تعبئتهم بشعارات الموت وثقافة الكراهية، وفقا لوكالة "سبأ" الرسمية. واتهم الإرياني المليشيا الحوثية باصطياد الأطفال عبر الأفكار الإرهابية المتطرفة، وإلقائهم في محارق الموت دون اكتراث بمصيرهم ومعاناة أسرهم. وأشار إلى أن مليشيا الحوثي ضاعفت عمليات تجنيد الأطفال وأخضعتهم لما تسميها ب"دورات ثقافية وعسكرية" بهدف بناء جيش من الإرهابيين وتغطية النقص الحاد في مخزونها البشري. وتعد مليشيات الحوثي، إحدى أكثر الجماعات عداءً للطفولة في العالم، وفق تقارير منظمات حقوقية محلية ودولية. وخلال الأشهر الأخيرة، شيعت مليشيا الحوثية عشرات الأطفال الذين زجت بهم إلى محارق الموت في مأرب والجوف، غالبيتهم لم يتجاوز ال16 من العمر. وصنفت الرياض، التي كانت في حالة حرب مع الحوثيين منذ أكثر من خمس سنوات، الحوثيين كتنظيم إرهابي وحثت حليفتها واشنطن على فعل الشيء نفسه. وكان مصدران مطلعان على الأمر قالا الشهر الماضي إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هددت بإدراج جماعة الحوثي في القائمة السوداء. وتسعى الأممالمتحدة إلى إحياء محادثات السلام المتعثرة منذ أواخر 2018 لإنهاء الحرب التي تشهد حالة من الجمود منذ سنوات، حيث لا يزال الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء ومعظم المراكز الحضرية الكبيرة في البلاد. ويرى مراقبون أن الخطوة الأميركية القاضية بتصنيف الحوثيين تنظيما إرهابيا تأخرت كثيرا، لكنها تبقى غير مضمونة النتائج. وتدعم إيران الحوثيين بالأسلحة والعتاد والمال، ما جعلهم يستهدفون في أكثر من مرة السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن. وينفي الحوثيون الذين أطاحوا بالحكومة من صنعاء في أواخر عام 2014 أنهم يقاتلون نيابةً عن طهران ويقولون إنهم يحاربون نظاما فاسدا. وأثار عاملون في مجال الإغاثة مخاوف من تصنيف واشنطن الحوثيين جماعة إرهابية لأن ذلك قد يحول دون وصول مساعدات إنسانية حيوية إلى اليمن الذي يحتاج أكثر من 80 في المئة من سكانه إلى المساعدات.