الإجماع الشعبي الجنوبي اليوم على حماقة الوحدة إجماع غير مسبوق لم يشهد له التاريخ مثيل, وجميع فرقا العمل السياسي الجنوبي يُقرون بذلك من دعاة فك ارتباط واستقلال إلى دعاة فدرالية ,وحتى دعاة الوحدة أنفسهم ((إلا أن هذه الفئة الأخيرة تُقر حماقة الطريقة الوحدوية فقط)) ,أما دعاة فك الارتباط والاستقلال يرون أن الحماقة كانت ابعد من لحظة توقيع الوحدة في 22 مايو 1990م ,فيرونها امتداد لحماقة يمننة الجنوب العربي بعد الاستقلال مباشرة في 1967م .
المهم والأهم هو هذا الإجماع الشعبي والسياسي على حماقة الوحدة رغم تفاوت التقديرات السياسية لهذه الحماقة. والغريب والمستغرب من بعض الساسة والمثقفين الجنوبيين هو اختزال هذه الحماقة في شخص الرئيس علي سالم البيض لأقدامه على توقيع الوحدة ونسوا أو تناسوا طابور الحمقى إن جاز لي التعبير الموقعيّن على اتفاقيات الوحدة ابتداء من الرئيس سالمين ومرورا بعبد الفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد وانتهاء بعلي سالم البيض ((مع استبعادي من عبد الفتاح إسماعيل صفة الحماقة )) بل أن الرئيس علي سالم البيض تحمل وزر حماقة كانت ستلتصق بالشعب الجنوبي كله لو اُقر استفتاء شعبي على هذه الحماقة ولطاردتنا حماقة تاريخية تكون بمثابة مسمار جحا لشركاء الوحدة ,و للاحقتنا لعنة تاريخية كتلك التي أطلقها الشهيد الثلايا على شعب الجمهورية العربية اليمنية عندما قال ((لعنة الله على شعب أردت له الحياة فأراد لي الموت )),وفي الأخير أقول :لكل داء دواء يستطب به ....إلا الحماقة أعيت من يداويها.