أعزائي القراء: رغم الألم والمعاناة والحرب الدموية والاقتصادية التي تُشَن على بلدي الحبيب يمن الإسلام والعروبة يتميّز الطالب اليمني في شتى مجالات العلوم الانسانية والتجريبية والتكنولوجية بأرض النيلين السودان . أعزائي: كنتُ أتعهّد الملحقية اليمنية بسفارتنا لدى الخرطوم بالزيارات وأرى تلك الطواقم الطلابية التي تقدِّم أوراقها, وإفادات قبولها بالجامعات السودانية, وتصديقات شهاداتهم, وهم مجاهدون في طلب العلم, وأكثرهم على نفقته الخاصة يأمل حصول دعم مادي من الحكومة يُعينه على تبعات دراسية وتكاليفها, والملحقية فاتحة ذراعيها لكل طالب يمني يريد التأكيد والتصديق .. وأنظر لتلك التصديقات فأجد فيها التخصص الشرعي الإسلامي بكافة علومه, وأجد القانون بمجالاته المتعددة, واللغة العربية, والعلوم النفسية والتربوية والاقتصادية والسياسية والإعلامية, وأجد الطب وتخصصاته, والكيمياء والفيزياء ،وعلوم الطيران المدني والعسكري, وعلوم القيادة العسكرية , والهندسة المائية والبترولية... إلخ؛ والطالب اليمني فيها ما بين الأول على دفعته, ومراتب الشرف والامتياز, والتوصيات بالطباعة والتبادل العلمي بين الجامعات تلك الجهود العلمية منه رغم المآسي والحصار وإغلاق السفارات, وهرولة العملة اليمنية أمام العملات الأجنبية كل هذا لم يثنِ الطالب اليمني عن التميُّز وحصد المراكز الأولى في الجامعات والمعاهد والمراكز السودانية. كذلك رأيتُ بعض التخصصات العلمية النادرة في الهندسة كتخصص (ميكاترونكس) يدرسه طلاب يمنيون يتميّزون فيه في البكالوريوس, وهم كثير والماجستير أيضاً, وفي مساق الدكتوراه. أعزائي: معاناة الطالب اليمني صعبة في بلد الدراسة, فلا حكومة تنظر إليه, ولا منظمات المجتمع المدني, ولا القطاع الخاص, ولا المؤسسات والجمعيات الخيرية إلاّ فيما ندر مع تميّزه وتفوِّقه على أقرانه الطلاب من كافة الجنسيات... وإني من هذا المنبر أناشد الحكومة والمجتمع اليمني الوقوف مع قضية الطالب المغترب في بلد الدراسة, واحتضانه, وتوفير السُّبل المعينة له قدر الإمكان, فهو من سيعود ويغيِّر ويدير عجلة التنمية.