اخترت هذا العنوان اهلأ بأبين في عدن ولهذا الاختيار معاني وابعاد من واقع المشهد المرير يفهمها العقلاء والسياسيين المعتدلين وليس المتشددين. نعم الترحيب بأبين اولأ واخيرأ بقادتها ورجالها وناسها الطيبين في رحاب حاضرة اليمن وثقرة الباسم عدن وان كانت لم تعد باسمه. لماذا لأن أبين هي وحدها من اكتوت بجحيم الحرب العبثية القذره التي دارت بين جنوبيي الانتقالي والشرعية وكانت مسرحها الدامي . صحيح الفتنة اشتعلت من عدن وتوغلت إلى تخوم شبوة. لكن الحقيقة أبين التي دفعت الثمن. اليوم وبعد أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها وانجزت لجنة التحالف العربي الأهم في سحب قوات الطرفين من ميدان المواجهة وفقأ لبند الشق العسكري من اتفاق الرياض. سيبدأ القادة والمسؤولين وحتى المواطنين من أبين الدخول إلى مدينة عدن بعد أن تشردو لزهاء عام ونيف ، شردتهم الفتنه التي أراد لها الأعداء بين أبناء الجنوب لشق صفهم وتمزيق نسيجهم الاجتماعي الذي توحد في 2015م لتحرير محافظاتهم من الغزو الكهنوتي الحوثي. قال العميد فضل طهشة لم يتوحد الجنوبيين منذ الاستقلال 67م إلا في العام 2015م وطبعا وحدهم الظلم الذي وقع عليهم من نظام الوحدة مع الشمال . ومن طهشة وصلني قبل كتابة هذه السطور تعليق من وزير الدفاع الأسبق القائد العسكري والإداري والسياسي الإستراتيجي اللواء محمد ناصر أحمد على مقال لي أمس نبه فيه من الحاقدين وأصحاب المصالح والمنافع بفتح أي فتنه أخرى لخراب الجنوب ونهايتة من داخلة ومن أي منطقة جنوبية وحث على توحيد الجهود والمساعي لعودة لحمة الجنوبيين والسمو فوق الجروح وهذه مسؤولية على كل الخيرين المدركين لما يحاك ضد وطنهم الغالي واغتنام الفرصه. أعود إلى أبين التي غابت بوزنها وثقلها في عدن طوال الفتنه وأقصد قياداتها الحقيقة إلا فيما ندر تحسبأ لأية نزوات واستهداف لها . وقد حدثت بعد أحداث أغسطس الكثير من الانتهاكات واقتحام البيوت ولكنها لم تكن بالشكل الذي كنا نتوقعة فكان لتدخل النخب والمجربين الدور للحد منها ، وعوامل الزمن واختلاف عن مراحل الصراعات السابقة. اليوم كل شيء مفتوح ومكشوف بوجود وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي التي تلتقط وتنشر كل حادثة صغيرة أو كبيرة. منذ عودتي من القاهرة في أواخر ديسمبر العام الماضي إذهب إلى مجالس القات لبعض النخب وهي من لون وتكاد تكون صوت واحد وعندما انبهم بالفتنة الحاصلة التي قسمت ظهر البعير وشقت الصف الجنوبي يتصدى لي بعض المتعصبين للإجابة طواعية أن الفتنه في رأسي وأننا أعلنا التصالح والتسامح ونحن وأبين إخوان. أحاول أقنعه بما هو جاري وأنه لايقبل الشك والجدل. يجيب من يريد يأتي من أبين لامانع الأهم يعلن موقفه مع الجنوب. أشعر من هذه العقليات أن الأبواب مسدودة لكن يتدخل معي المعتدلين وان هذا أسلوب ضم وإلحاق يعيد إنتاج نظام الوحدة. والثابت أننا شركاء في هذا الوطن الذي ذبح من الوريد إلى الوريد. حسنأ لقد خلت المقايل والمجالس في عدن من نخب وقادة أبين وانا أتحدث عن أبين ونحيد شبوة كونها وان كانت مع أبين. لكن بعيده عن مسرح العمليات القتالية . كنت المتحدث الرسمى لوساطة التهدئة للقادة العسكريين التي نجحت بامتياز لولا أن حرب أبين قد اتخذ قرارها في آخر يوم لوصول القادة الأربعة من الشرعية وهم سند الرهوه والفقيد علي القملي وسيف القفيش وأضيف الرابع العميد حيدرة علي لهطل. وبالمثل الأربعة من الانتقالي. لازلت أتذكر ذلك اليوم عندما انتزعنا الموافقة بدخول القادة لقضاء شهر رمضان في بيوتهم بعدن ان وافق بن بريك. وكان يحلم قادة الشرعية أن يرمضون ببيوتهم في عدن من جحيم صحراء قرن امكلاسي ورطوبة وشمس شقرة لكن الحرب اللعينة استبقت. هل تصدقون أن القائد الراحل علي القملي كان وهو يومها في مقر التحالف يتمنى المبيت عند زوجته وأولاده في بيته بالنصر. فهو لايملك بيت في مسقط رأسه قرية امشعراء لودر. كان يتواصل معي قبل إعلان الإدارة الذاتية وحالة الطوارئ من الانتقالي على أمل يأخذ قصد راحة في بيته ويقضي شهر رمضان. فهو كبير السن ويعاني من السكر والقلب وضغط الدم. قال أمامنا : لولا أنني أشعر انهم يتهموني بالجبن لسلمت اللواء للاركان عبدالقادر الجعري وذهبت للراحة في بيتي أقضي بقية حياتي ، بعدها بفترة اشتدت أزمته الصحية واسعف إلى حضرموت ومات. كان وكثير من القادة ومنهم الرهوه والصبيحي وعثمان معوضة وابومشعل وسالم لهطل ويوسف العاقل وآخرين ليس متحمسين للحرب لأنهم يدركون تفاصيل نتائجها المأساوية وان المنتصر مهزوم وكانت النتيجة التي وصلنا اليها اليوم. حزينين على الذين ابتلعتهم رمال الشيخ سالم ووديان سلا والطرية وغيرها. ليس أمامنا اليوم وقد انتهت الحرب. إلا التآخي والضغط على النفوس وتنفس الصعد أن يقف كل القادة الذين شاركوا والذين لم يشاركون في الحرب أمام عقولهم وضمائرهم ولايخضعون لنزواتهم ونزقهم. ليس بيننا منتصر ولا خائن ولا عميل ولا مرتزق. الجميع يحب الجنوب ومن هذا الاهبل المجنون الذي يكره وطنه وترابه فقط تتصارع على السلطة وتكون ردود الأفعال مغايرة مؤقته. اليوم على فضل الجعدي وأمين صالح وأحمد لملس ومحسن الوالي ونبيل المشوشي وجلال الربيعي وعبيد لعرم وغيرهم أن يستقبلون إخوانهم من قادة ومسؤولين أبين بحفاوة واحترام وابتسامة ويحطمون حواجز العزلة والقطيعة ويفتحون صدورهم. أردت سرد بعض الوقائع المؤلمة لكي نكشف أسرار عايشناها بمرارة والم. وعلينا استيعاب الدروس والعبر وان لانكابر في الأخطاء . وتقول الحكمة : اذا أخطأت فأنت انسان واذا أخطأت وصححت الخطأ فأنت عظيم واذا أخطأت وتفاخرت بالخطأ فأنت جاهل. وللحديث بقية ودمتم بسلام وعزة ووئام