عبر اطباء وموظفو وعمال مستشفى المكلا للأمومة والطفولة (باشراحيل) عن بالغ أسفهم لاستقالة الدكتورة أبها عبدالله باعويضان عن إدارة المستشفى لأسباب صحية بعد مسيرة استمرت لأكثر من ثلاث سنوات قضتها في تطوير المستشفى وتحسين مستوى خدماته و اوضاع طاقمه، جاء ذلك خلال حفل توديعي إقامة طاقم وكادر المستشفى لتكريمها واستقبال المديرة الجديدة للمستشفى الدكتورة ابتسام عبود المعاري التي خلفتها. وخلال الحفل أكد طاقم مستشفى المكلا للأمومة والطفولة أن المستشفى شهدت نقلة نوعية منذ تولي الدكتورة أبها باعويضان منصب المدير العام في أكتوبر 2017 وحتى تقديمها استقالتها خلال هذا العام، رغم ضعف الإمكانيات وقلة موارد المستشفى وشحة الدعم الحكومي، بإعتبارها نموذجا اداريا مثاليا من بين كل المتعاقبين على ادارة المستشفى حتى الأن كونها استطاعت بجهودها وسعيها الحثيث لدى المنظمات والمؤسسات الدولية والخيرية ورجال الأعمال والخيرين وكل الجهات لسد كافة احتياجات المستشفى وتوفير كل مايرفع من مستوى خدماته الطبية والصحية، ولم تقف عاجزة أمام ضعف الإمكانيات، كما حث طاقم المستشفى المديرة الجديدة الدكتورة ابتسام المعاري على العمل بنفس الوتيرة التي عملت بها الدكتورة أبها باعويضان، و الحدو بخطواتها لتتجاوز كافة الصعاب التي يمكن تواجهها بسبب ضعف الإمكانيات والدعم الحكومي، وأن تبذل قصارى جهدها للحفاظ على ماتم انجازه وتطويره الى الأفضل من خلال السعي وطرق أبواب الجهات الداعمة والخيرية.
وخلال الحفل أفاد الحاضرون عن أوضاع المستشفى عند استلام إدارتها من قبل الدكتورة أبها باعويضان في عام 2017، حيث كانت تبلغ القدرة الإستيعابية السريرية للمستشفى حينها نحو 42 سرير فقط من بينها 20 سرير لترقيد النساء و الأمهات و عدد 17 سرير للأطفال وحضانة اطفال خدج داخلية واحدة، وقسم تغذية ب 4 أسرّة فقط، هذا غير المديونية التي كانت على المستشفى عند استلامها والتي بلغت مبلغ 32 مليون ريال يمني بعد خصم حساب صيدلية المستشفى الخاصة بقيمة مشترواتها العينية من الأدوية والمستلزمات الطبية، اضافة الى عدم استلام الموظفين والعمال وقتها حوافزهم الشهرية لأكثر من 7 أشهر.
وخلال الحفل التوديعي استعرض الحاضرون الإنجازات والبصمات التي تركتها الدكتورة أبها باعويضان في مستشفى المكلا للأمومة والطفولة منذ توليها المنصب قبل اكثر من ثلاثة سنوات وحتى استقالتها هذا العام، والتي وصلت خلالها القدرة الإستيعابية السريرية للمستشفى لأكثر من 113 سرير من بينها قسم متكامل لحضانة الأطفال الخدج قدرة سريرية تصل الى 10 أسرّة بعد ما كانت المستشفى تعتمد على قسم واحد للحضانة (حضانة خدج داخلية)، اضافة الى انها نجاحها في توفير عناية مركزة للأطفال بقدرة سريرية تصل الى 5 أسرّة والتي كانت تفتقرها المستشفى ايضت، وكذلك توفيرها لطوارئ خاصة للأطفال بسعة سريرية تصل الى 5 أسرّة، وقسم عزل بسعة سريرية تصل الى 10 أسرّة لعزل الحالات المصابة بأمراض وبائية شديدة العدوى، وايضا قيامها بعملية توسعة لقسم الأطفال العام لتصبح قدرته السريرية بسعة 30 سرير، وكل هذت كانت تفتقر له المستشفى.
وخلال الحفل تم استعراض جهود الدكتورة أبها باعويضان في افتتاح قسم الأطفال بالمستشفى والذي ظل مغلقاً منذ اعصار تشابالا الذي ضرب سواحل حضرموت في عام 2015، وتعاقب على سلطة المحافظة ثلاثة محافظين بعدها تجاهلوا تقديم أي دعم لإصلاحه، وتم ترميمه بعد سعيها وجهودها من قبل منظمة اليونسيف وجهات اغاثة انسانية بدولة الكويت بأكثر من 180 ألف دولار، وكذلك جهودها في افتتاح قسم الغسيل المتكامل بالمستشفى الذي كلفت معداته اكثر من مبلغ 200 ألف دولار، وقسم العزل الذي موله الجانب السعودي في التحالف بأكثر من 300 ألف ريال سعودي، وايضا افتتاحها لقسمي الشفط الآمن وقياس نبضات الجنين، وترميمها مبنى الطوارئ وتوسعته بأكثر من 50 ألف دولار.
في حين أشار الحاضرون الى ان جهود الدكتورة ابها لم تقتصر فقط على ماتم ذكره، بل اوضحوا جهودها خلال ثلاث سنوات لتوفير كافة نواقص المستشفى من اجهزة ومعدات طبية، فقد كانت ترفض الوقوف عاجزة امام شحة الدعم الحكومي ولا لا تتردد ابدا في ان تطرق ابواب المنظمات والجهات الخيرية لتوفير كل مايسد الاحتياج الصحي لمرتادي المستشفى من المرضى، حيث يعتبر قسم اشعة ال XRay Digital التي سعت لتوفيره هو الأول من نوعه الذي يتم توفيره في مستشفى حكومي بالمحافظة، حيث لا يتوفر إلا في المشافي الخاصة وتبلغ قيمته مبلغ 15 الف دولار، هذا غير اجهزة ال الالتراساوند التي وفرتها الدكتورة ابها وعددها 9 اجهزة بأكثر من 27 الف دولار الى جانب عدد 7 اجهزة فنتيلاتور تتجاوز قيمتها مبلغ 220 الف دولار، وجهازي الكوباس والمندراي والتي بلغت قيمتها 40 الف دولار، ومعدات التخدير وعددهم 2 والتي تبلغ قيمتها اكثر من 40 الف دولار، وأجهزة المونيتر التي تبلغ كلفتها نحو 11 الف دولار وعددها 11 جهاز، الى جانب اكثر من 3 وحدات لطب الاسنان متكاملة لازالت في حالة جديدة بمستودعات المستشفى.
واوضح الطاقم خلال الحفل بأن المستشفى شهدت خلال فترتها أعمال صيانة نوعية لتفادي الأعطال التي الحقت التلف بأجهزة ومعدات المستشفى خلال فترات سابقة، وقيامها بمشاريع اصلاح لكافة الكابلات والأسلاك والتمديدات الكهربائية القديمة والتي كانت تسبب بمشاكل كهربائية تتلف كثير من المعدات الطبية بالمستشفى، وسعيها طيلة ثلاث سنوات لتوفير خوازن كهربائية وبطاريات لمعظم أجهزة المستشفى الحساسة، ومولدات كهربائية لتأمين أي انقطاعات للتيار الكهربائي، كما تم توفير خلال فترتها انظمة الكترونية ادارية وانظمة مراقبة بكلفة تجاوزت 23 الف دولار.
وشهدت المستشفى خلال إدارة الدكتورة أبها باعويضان توفير دعم عمال صندوق النظافة وتلقيهم العلاج مجانا وكذلك دعم وعلاج المعدمين مجانا، كما اوضحوا ان الدكتورة ابها تعتبر اول من ادخل الدعم النفسي وادارة الحالة للمستشفى.
من جانبها ثمنت المديرة الجديدة للمستشفى الدكتورة ابتسام المعاري جميع الجهود التي بذلتها الدكتورة أبها باعويضان خلال إدارتها للمستشفى لأكثر من ثلاث سنوات، والتي ساهمت في تطوير مستوى خدماته بشكل ملحوظ، داعية من الله ان يوفقها في الحفاظ على كل ماتم تحقيقه من إنجازات وقيادة مسيرة التطوير بالمستشفى نحو أفضل مما تم تحقيقه حتى الآن.
وفي ختام الحفل عبرت الدكتورة ابها باعويضان عن سعادتها لكافة المشاعر الجميلة التي عبر بها الحاضرون عن رضاهم بما تحقيقه من منجزات بالمستشفى خلال هذه السنوات الثلاثة، مؤكدة ان كل جهودها وكل ما انجز لم يكن ليتحقق الا بدعم وتشجيع والتفاف جميع طاقم المستشفى واطباءها، معبرة عن شكرها وتقديرها للجميع، متمنية كل التوفيق والنجاح للمديرة الجديدة الدكتورة ابتسام المعاري.
