أتمنى أن أعي قريباً حقيقة هذه التيار العابر من الحياة، بسلام و دون مقاومة، أن أفهم قيمة الانسياب مع الأحداث، مع الحياة بحيث تتوقف عملية إهدار الطاقة في ممارسة عدم الاقتناع، المكابرة و النحيب على حتميات حتمية مثل أن الأمور لن تسير يوماً بالمسطرة و القلم، و أن عليك أن تتصرف بحسب كل شيء يكون، كما هو. قدرة أن تنساب بسلام مع الحياة .. مع السقوط و الصعود، دون إهدار الجهد في رفض ما يجري، أن تتعامل بهدوء، مع كل شيء، و أن ترى الى أين يسير، لأن لا خيار آخر سوى الهلع، و الهلع لا يفيد .. هذا الفن من البرود من اللامبالاة، ليس موتاً، و لكنه غاية فنون الحياة. مُرَّ بسلام متأملاً و متعلماً، ليس فقط من خلال التغلب على المشكلات، و لكن من خلال الإرتطام بها، بهذه العشوائية الواقعية بهذا النقص الكبير. لقد صُمِّم العالم أو وُجِد مثل ساعة ضخمة تتحرك بطريقتها، ليس على هواك تعلم أن تتعايش مع هذا .. وقتها ربما تبدأ بأخذ منحنى فعال دون انتحاب بقبول .. و من يدري ربما يأخذك التيار العارم من الإصتدام و المحاولة الباردة إلى مكان أفضل من خطتك المحكمة، الخطة التي يصيبك الهلع مع كل حياد عنها. و ربما لا يفعل .. و بكل حال هذه هي تجربتك من الحياة تلقَّاها بصدر رحب و بأكبر قدر ممكن من البهجة و السلام. لا أصف هُنا حالة استسلام كما قد يُفهَم، و لكنها حالة تتعامل مع كل ما يظهر في طريقها، دون هدر طاقة في التذمُّر و النحيب.