سنوات طويلة ونحن نطلق عليهم حكومة (الفنادق) ونتهمهم بالتبعية والخنوع وعدم إكتراثهم بالمواطن واوضاعه البائسة التي تعاظمت مع الأيام.. سنوات ونحن ننوح ونصرخ ونطالب بعودتهم لأرض الوطن بعد أن أزداد الوضع سوءً لعل وعسى أن يتغير الحال ولكي يعايشوا الواقع المأسوي الذي نعيشه نحن البسطاء.. سنوات ونحن نقذف ونسب ونشتم ونتفنن في الكتابة عنهم وقلنا فيهم مالم يقل (مالك) في الخمر، وكنا نؤمن تماماً بما نقول فهم لايعرفون عن واقعنا شيء ولايدركون حجم معاناتنا.. حتى أن وقاحتنا وصلت لشخص الرئيس هادي الذي تتناوحه المصائب من كل حدب وصوب والحيرة (تقذف) به يمنة ويسرة لانه كما كنا نقول عاجز تماماً عن فرض هيبته وسلطته على الحكومة.. اليوم ياسادة ياكرام وبعد أن تشكلت الحكومة وأستبشرنا خيراً بذلك وحزمت أمتعتها ووطأت أرض عدن التي كنا ننتظر أن ترتقي وتزدهر وتخرج من بوتقة (المليشياوية) والفوضى، وبعد أن تعافى (الريال)، ووضعت الحرب اوزارها في خطوط التماس بأبين،كان العابثون يتأهبون لتنفيذ مشروعهم الدموي المدمر الذي لايحمل ذرة من الوطنية والتطلع لغدٍ باسم.. وكانت الفاجعة..وكانت المصيبة..وكان الدمويون على موعد مع تنفيذ مخططاتهم الدموية العابثة التي لاتريد لعدن أمناً ولا وأمان،ولاتريد للمواطن البسيط أن يهنئ ويستقر ويرتاح من تلك المعاناة التي طالته ودمرته وأودت به وأوصلته إلى الحضيض.. فكان الدمار والدم والتفجير هو البداية لمشروع عبثي دموي الهدف منه أن تظل عدن مسرح للإرهاب والفوضى وأن يظل المواطن يعاني من مرار الأسعار وجشع التجار والحنين لوطن يرقد في جنبات المحال.. والمؤلم في الأمر أن يذهب ضحية هذا أبرياء لاناقة لهم ولاجمل في كل ذلك،وأناس كانوا يبحثون عن الوطن في (مقل) العائدين والأمل في (قراراتهم) وخطواتهم العملية التي ننتظرها بفارغ الصبر،ولكن ذهب كل ذلك في لحظة حقد ربما تعيد الأمور لنقطة الصفر.. مقالي هذا ليس دفاعاً عن الحكومة ولا عن وزرائها،ولكن دفاعاً عن حلم بوطن بات يرقد في جنبات (المحال)، وعن بسطاء نآءت أنفسهم من المعاناة والفقر والجوع والحرمان والضياع بين تلك القوى المتصارعة.. فإلى الباحثين عن الوطن...أهكذا تبنى الأوطان؟ أهكذا نرتقي بأوطاننا ونخرجها من بوتقة الفوضى والدمار والعبثية؟ أهكذا نرفع عن كاهل البسطاء الأنين والألم والظلم والضيم؟ مؤلم أن يظل الوطن يحتضر ويعاني،ويظل المواطن يدفع الضرائب السياسية الواحدة تلو الأخرى بسبب ثلة حقيرة تافهة تقتات على معاناتنا وتسترزق من أوجاعنا.. حسبنا الله ونعم الوكيل..