البعض أسماها أم المليونات, والبعض أطلق عليها تسونامي وطوفان بشري, أخيرا قالوا : مليونية 21 مايو 2013م شيعت الوحدة إلى مثواها الأخير، في كل ذلك حقيقة لايمكن تجاهلها, فقد أجمعت قوى الشمال حسب الصحف الصادرة من هناك بأن هذه المليونية غير، هذه المليونية جمعت الناس من الغيضة إلى المندب . كان المشهد أمامي مذهلا مدهشاً عظيماً أتملأ بناظري المكان, واختزن في دماغي الصور النادرة، إلى جانبي يجلس الزميلان الإعلامي المخضرم الأستاذ/ خالد سعيد مدرك, والقيادي في الحراك الجنوبي السلمي/ محمد برك بن عبدالعزيز، كنت أحاول تطويع قلمي, لأكتب ما أراه, فأبى علي روعة المشهد, وانبهاري به, وعلى عجل دونت كلمات ونحن جلوساً بعد أن استمعنا إلى خطاب السيد الرئيس/ علي سالم البيض, الذي أيد الكل كل ما جاء فيه, واجمعوا على فرادة ووطنية وعروبة, هذه الشخصية الصلبة التي ما لانت ولا انحنت , بل ثبتت على مبادئها، التحرير والاستقلال, وبناء الدولة الجنوبية لا غير, لا مساومات, ولا همسات من داخل الغرف المغلقة .
هنا ساحة الحرية (ساحة العروض) هنا خور مكسر، هنا عدن، أنا الآن أمام المنصة الرئيسية للحفل، الألعاب النارية تنير سماء الساحة، الساعة الآن 50 : 5 مساء الناس تتوافد زرفات زرفات من كل الفئات العمرية , ومن الجنسين .. تتماوج , تتداخل في يعضها , كان المكان أشبه بمهرجان عيد الأطفال في أبهى حللهم الأعلام ترفرف خفاقة , ولا حديث إلا حديث الجنوب وحب الجنوب , وتأكيد الزعامة المطلقة للسيد الرئيس/ علي سالم البيض , الذي أكد مراراً وتكراراً انه ليس طامحاً في منصب أو سلطة , مؤكداً إن دوره النضالي والسياسي سوف يقتصر فقط على مرحلة التحرير, وعلى أن يقوم بتسليم الراية بعد ذلك للأجيال الجنوبية الشابة.
هل رأيتم إلى أي حد بلغت عظمة هذا الرجل, ورغم ذلك فهو يلقى من الهمز واللمز والغمز الكثير, ومن الاتهامات الأكثر، وهو ماضي في طريقه ومن ورائه جموع تلك المليونية المذهلة التي كنت أحد مشاركيها من حضرموت واديها وساحلها, حضرموت الحضارة والتاريخ، أسعدتنا الحفاوة التي قابلنا بها أهالي عدن, ولا في الإطراء الذي قالوه فينا, ويكفينا أن نقول نحن من الجنوب والى الجنوب .