هل يمكن وصف البناء والتعمير مؤامرة؟ قد يبدوا مستحيل، لكن ليس مع العقول المستعبدة للدعايات المغلوطة. قناعة لدى البعض أن الفوضى الأمنية وتدهور الخدمات ومعاناة الشعب تساهم وتسرع في استعادة دولة الجنوب. نجد ذلك في الممارسة على الأرض، من تعطيل لدور الحكومة، ثم اتهامها بالتقصير استراتيجية واضحة. عندما يدعي البعض أن هدف إعادة بناء جسر السلام في شبوة، ليس تسهيل السفر للمواطنين، بل مرور القوات "الشمالية الغازية" من مأرب عبر شبوة إلى عدن!!! بناء جسر مؤامرة على الجنوب، بينما تدميره يخدم الجنوب... حتى الجنان يشتي له عقل. يحاول البعض، وخاصة أبناء شبوة، تبرير تعطيل منشأة بلحاف الغازية بأنه لمنع نهب ثروة شبوة من قبل السلطة في شبوة. مع ان الغاز المصدر من بلحاف هو من مأرب الشمالية.. حتى الجنان يشتي له عقل. وصل بالبعض أن يقول عن جهود محافظ شبوة لإنشاء ميناء تجاري في شبوة، لحل مشكلة إمدادات الديزل لمحطة الكهرباء، ومن ثم دعم النهضة التجارية والصناعية في المحافظة، بأن بن عديو يهدف للنهب والسرقة.. الخ. وهل يضمن بن عديو بقاءه في السلطة، أم سيأخذ الميناء معه إذا عزل؟ حتى الجنان يشتي له عقل. الميناء والجسر والطريق والمنشآت الكهربائية والغازية.. الخ، كلها مشاريع بنية تحتية تخدم التنمية والإستقرار. هناك أيادي تبني وأخرى تدمر وتعطل. بن عديو يبني شبوة للمواطن ، بينما مسؤولين آخرين شقق في القاهرة ومطاعم في إسطنبول ومحلات تجارية في دبي لحسابهم الخاص . بن عديو أشغل معارضيه بالمشاريع، ومعارضيه اشغلونا بالشعارات. عندما تكون مفلس في الإنجازات، يصبح تعطيل ومنع الآخرين من الإنجاز هو نهجك. علماء النفس والاجتماع وصفوا هذه الحالة بإنها حالة إحباط وفشل يصاب بها الأفراد والمجموعات، تحولهم إلى حالة من العداء ضد نجاح الآخر، ويستخدمون تبريرات بائسة غير منطقية، هذا يشعرهم بنوع من النجاح الزائف. الدكتور عبدالله الحريري، في مقال بعنوان المتفننون في تكسير المجاديف، يقول عن حالة من الإحباط تسمى "النكوص" ( العودة إلى مستويات سلوكية... كالتسمي بأسماء مستعارة، لإطلاق إحباطات.. ومتابعة ردود الفعل، ثم الشعور بالسعادة لإدخال الآخرين في عالمه المحيط). الكثير يستعملون أسماء مستعارة في وسائل التواصل لتكسير المجاديف. كسر مجاديف الآخرين لا يزيد من سرعة قاربك.