شيء جميل في هذا الوجود وعظيم جداً،بوجود سلام وحب ووئام وتعايش وإخلاص وشورى في الأمر بين الناس، وأكثر من ذلك وجود التصالح والتسامح،فإن ذلك أمر من الله ذو القوة المتين لعباده في الأرض أن يعملوا بالتصالح والتسامح ففيه الصلح والصلح خير،كقوله تعالى (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ) صدق الله العظيم تجمع التصالح والتسامح الذي أقامه أبناء الجنوب في سنوات مرت وأصبحت ذكرى ومهرجان يقام في جنوبنا الحبيب في شهر واحد من كل عام والتي ترتبط بأحداث 13 يناير من العام 1986م والتي كانت أحداث دامية بسبب الخلاف بين ساسة على اغتنام النصيب الأكبر من السلطة،واخص هنا داخل معسكر الحزب الاشتراكي الذي كان حزبا حاكما لليمن الديموقراطي مع أن الإختلاف يحدث في كل بلد من العالم ولكن لا يكون دامياً ومأساوياً، هذه التجمع العظيم الذي يحدث في جنوباليمن لهو شيء قيم في النفس البشرية،فعندما تدعو إلى التجمع والتراحم والتقارب،تكون دلائل ومبشرات بالخير لاتقتصر على الجانب السياسي بل في كل جوانب الحياة،هناك من الناس في الجنوب تأثروا تأثيراً كبيراً في مبدأ التصالح والتسامح على مستوى حل الخلافات فالفعاليات التي حدثت وتحدث في الجنوب وتخص هذه الذكرى،والتي تشمل الجانب السياسي،ولكن الغباء السياسي والفكر المتحجر لازال موجوداً في عقول البعض،واكثر من ذلك،من قيادات يرون أنهم اوصيا على الشعب رغم السنوات التي مضت لكن دون فائدة،وبالنسبة لواقعنا اليوم وماتم انتهاجه بعد أحداث الحرب الأخيرة 2015م وما لاحظنا على الواقع،يتعارض كثيراً مع مفهوم التصالح والتسامح،سهم العداء موجود،من خلال نهج أسلوب الإقصاء وانتهاج سياسة الولاء الحزبي والتبعية في التوجة وهذا يحدث على الواقع،فإن لم تكن معي فأنت ضدي، تلك التصرفات في وقائع تتنافى تماماً مع مفهوم مبدأ التصالح والتسامح وتكشف ماكان مخفياً من قبل أشخاص مع أن هناك كثير من الشعب يحترمون ويقدسون مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي، ولكي يتم تجسيد واقعية التصالح والتسامح ،طموح ننشده،يجب أن يكون هناك قبول بالآخر وانفتاح وشراكة حقيقية في صنع القرار ومد الأيادي لتتشابك وتتعاون في جلب الخير والخدمات للشعب والعيش الكريم ونصرة المظلوم وإحلال الحق، لإن هناك من كانوا خارج السلطة أصبحوا فيها فعليهم أن يبرهنوا ويثبتوا واقعية التصالح والتسامح وتغيير الأفكار القديمة والتقرب للجميع وتنحية الخلافات جانباً أو إزالتها والأبتعاد عن التخوين والعمل بما يتطلع مع طموح المواطن لكي تثمر الجهود ويكون مفهوم التصالح والتسامح قولاً وفعلاً