كشفت لنا الحروب تأثير المنهج الدراسي على بناء الشخصية و تأثير الطائفية والقبلية والمناطقية على المثقف العربي والمهندس والطبيب والمعلم وكل من يحمل شهادة جامعية ويعتبر من الكوادر المعتبرة لخدمة المجتمع ارضا وانسانا. والسبب إغراق المناهج بالتناقضات العقائدية في مراحل التعليم المبكر في المدارس الحكومية و المراكز الصيفية والمعاهد العلمية ودورالأسرة القمعي في الضغط على الطفل وما يشاهده الطفل من اختلاف في المدرسة وسلوك أسرته يثير لديه كثير من التساؤلات ولا يقدر ان يعبر عن نفسه في جو اسرة لا تمنحه الاستقلال الذاتي وتضييق على حريته فيرى أن الطاعة اهم من الاستقلال والتفكير وأن ما يتعلمه في المدرسة عكس ما تؤمن به أسرته. التعليم المتناقض وقمع الاسرة دمر شخصية الإنسان العربي بشكل دائم وسلب منهم الثقة في النفس وتشغيل عقولهم ومهارات التفكير واعدهم كضحية افكار التطرف والإرهاب ويثبت ذلك مواقفهم الحية الان اصطفافهم خلف أوهام وخرافات الخلافة والامامة وخضوعها لسلطة المشائخ. و المدرس العربي تحت وطأة التاثيرات والتناقضات المذكورة يعيد انتاجها و زرعها في عقول الأجيال القادمة كيف نثق في معلم يربي أبناءنا في المدارس عقلة مشحون ب خلافات وصراعات الماضي يقف أمام الطلاب ويدعوهم لخوض معارك قبل الف سنه ويوصف لهم ملامح الشهداء في تلك المعارك وينتزع الدموع من عيونهم يعودون الى بيوتهم وكأنهم عائدون من معركة أحد و عين جالوت وحطين وتبدأ الاصطفافات من الطفولة والخلاف من الصفوف الاولى في المدرسة والكراهية تفسد وحدة المجتمع الروحية والثقافية. وغالبا ما تحصل القطيعة وتنمو الكراهية بين زملاء المدرسة نتيجة الافكار المدمرة التي لوثت عقولهم والعقائد الزائفة التي رسخت في أرواحهم كنوع من الإيمان بالله وروح العقيدة الاسلامية ها نحن ندفع الثمن الآن ثمن التعليم الخاطئ والمذهبي وثمن اغتيال الدولة المدنية من مجلس شؤون القبائل كلنا ندفع الثمن واصبحنا دول فاشلة يتصدق علينا العالم بالخبز والماء المهندس اليوم والطبيب والمعلم والصحفي والمحامي والمحاسب والطيار ادوات زعماء الخرافات من يجنون الناس بكتب من الماضي لا يمكن تطبيقها في الواقع لاتكسبنا المهارات في عملنا لا تخدمنا في ادارة القطاع الخاص الشركات في الطب في في القطاع العام المحاكم وإدارة الدولة. وإنما هي مخزون ثقافي معقد يعيد صياغتها الإعلامي خريج المدارس المفخخة ويحشد الناس إلى المعارك والصراعات كدرع يحمي من يحكم من يهمش الشعب ويفتح السجون والمقابر من يضع بينه وبين الشعب اسواط الجلد وفوهات البنادق. إن الفكر المتطرف والتعليم المتناقض اوصلنا الى التمزق الشامل ومصادر ومنابع الفكر المتطرف معروفة دوليا وآثارها التدميرية وصلت كل مكان في العالم وتعاني منها الانسانية وقد حان الاوان لكشفها وتجفيف منابعها وحماية الأجيال القادمة منها اذا اراد الانسان العربي ان يتحرر من الرجعية ويتقدم نحو الحداثة والتعايش مع الشعوب.