عندما خرج جزء من الشعب اليمني في كافة محافظات الجمهورية مطالبين الرئيس علي عبدالله صالح بالرحيل ، اطل علينا الرئيس صالح في عدة خطابات يتوعد الشعب فيها بالويل والثبور ، وعظائم الأمور ، مؤكدا على أن البلد ستدخل في حرب أهلية تمتد من شارع إلى شارع ومن طاقة إلى طاقة وستتحول اليمن إلى الصوملة وستتضاعف اسعار الوقود والقمح وجميع المواد ، أصبت يازعيم ، فلولا توجيهاتك للحرس الجمهوري والقوات الخاصة وجميع الوحدات العسكرية في العاصمة صنعاء بعدم مواجهة الحوثيين وتركهم يسيطرون على العاصمة وعلى كل المرافق الحكومية لما وصلنا إلى ما نحن فيه والأكثر من ذلك أنك سلمتهم الأسلحة الثقيلة بما فيها الصواريخ البالستية ، ليتك يازعيم فعلت ما فعله الرئيس عبدالله السلال ، الرئيس الاول للجمهورية العربية اليمنية ، بعد قيام ثورة 26 / سبتمبر التي قامت ضد حكم الإمامة التي تعرف بالمملكة المتوكلية اليمنية في شمال اليمن عام 1962م بعد نجاح الثورة قاد البلاد الرئيس عبدالله السلال من العام 1962م الى 1967م بعد ذلك تمت الإطاحة بالرئيس السلال ، في انقلاب قام به ضباط الصاعقة والمظلات في 5 / نوفمبر / 1967م أثناء زيارته للعراق ، وتشكل مجلس رئاسي ، وأُذيع بيان الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر ، من بيت الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر وتقرر بموجبه تشكيل المجلس الجمهوري لقيادة البلاد ، وترأَّس القاضي عبد الرحمن الارياني المجلس الجمهوري تحت مبداً ( الحكم الجماعي ) وتألف المجلس من أربعة اعضاء هم ، عبد الرحمن الارياني ، والفريق حسن العمري ، وأحمد محمد النعمان ، ومحمد علي عثمان ، على أن تكون الرئاسة دورية بين الأربعة, وترأَّس أول دورة القاضي عبد الرحمن الارياني , وتم تشكيل حكومة برئاسة محسن العيني ... كيف كانت ردة فعل عبدالله السلال ، على الانقلاب ، السلال لم يدعي المواطنين لمقاومة الانقلاب ، ولم يدخل البلاد في حرب اهلية من طاقة إلى طاقة ومن شارع إلى شارع ، السلال رجل وطني عمل موقف مشرف ستتذكره الأجيال طويلا ، أعاد السلال حينذاك طائرة الرئاسة وبدلته العسكرية وأوسمته ونجوم رتبته إلى صنعاء ، ثم ذهب إلى صديقه جمال عبدالناصر ، الذي سانده ليقيم في مصر واستمرت إقامته ، حتى صدور قرار الرئيس على عبد الله صالح في سبتمبر / 1981م بعودته للوطن ، منذ أن اطيح به لم يتدخل الرئيس السابق عبدالله السلال في الأمور السياسية والاقتصادية للبلد ، بل عاش مواطنا عاديا بعيد عن الأضواء إلى أن توفى في العاصمة صنعاء في 5 مارس / 1994م الله يرحم عبدالله السلال ، ويرحم أموات المسلمين جميع