المناطقية مرض ينخر في جسد المجتمع وسبباً من أسباب الفشل الذي وصلنا إليه ،والطريق للقضاء على هذا المرض ما زال طويلاً وشاقاً، والاعتراف بالمرض يعتبر الخطوة الأولى للعلاج ، فأن اعترفنا بأن داء المناطقية متجذر فينا أنتقل إلينا ممن سبقونا ونقلناه لمن بعدنا نستطيع أن نخطو نحو إيجاد العلاج الناجع لهذا الداء . هذا المرض يظهر حيناً ويختفي حيناً آخر ، ولمجرد أن شاباً ما زال في بداية مشور حياته الصحفية كتب منشوراً مناطقياً أشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بردود الأفعال المتعصبة ممن مسهم هذا المنشور بالسوء فتكون ردود الأفعال أسوأ من المنشور الفردي وجميعها تقدح بصاحب المنشور وبمن خلفوه ، وبمجرد أن نختلف سياسياً في الرأي مع هذا السياسي أو ذاك نقوم بتجريده من الوطنية ونتهمه بالخيانة وتشمل بذلك المنطقة التي ينتمي إليها ،وهذا يعتبر اختبار حقيقي للتأكيد بأن المرض متأصل في سلوكنا . هذا الداء لن يستثني أحداً طالما هو موجود ، دائرته تتسع حيناً لتشمل الوطن بكامله وتضيق حيناً آخر فيصيب أبناء المنطقة والقرية الواحدة. المناطقية مرض خطير جداً وأحد أسباب تمزقنا وتخلفنا وضياع دولتنا ووقوعنا في مقدمة الشعوب الأكثر تخلفاً ، والطريق للتخلص منه يبدأ بالخطوة الأولى وهي الاعتراف بالمرض ثم الدافع والرغبة للتخلص منه وفتح صدورنا وتغيير سلوكنا تجاه كل الناس على اعتبار أن كل إنسان ينتمي إلى هذا الوطن هو أخ وصديق وشريك المصير الواحد دون النظر إلى المنطقة التي ينتمي إليها . أن تمكننا من تغيير سلوكنا وبدأنا بالخطوة الأولى نستطيع أن نقول باننا نسير في الطريق الصحيح ، ومن الطبيعي أن يستمر البعض في هذا السلوك المناطقي ، ولكن الطريقة المثلى لتقزيم مثل هولاء هو تجاهل منشوراتهم وعدم الرد عليها، لأن الرد بنفس الطريقة يعتبر أحد أسباب تفشي هذا الداء الخطير.