هل سمعتم عن هذه الصفة وتلك النوعية التي تتصف بها .. حسنا ، هم أولئك الذين ديدنهم النفاق..حرباويو الجلود وفقاً لكل زمان ومكان ومقام طبولهم ومراويسهم في حالة استعداد لما يوافق المتغير التاريخي ووالي وحاكم ذلك الزمان والمكان . هم الذين ديدنهم تلميع الولاة ويصفونهم بالزعامة والعبقرية والعظمة والمنقذين والمخلصين والفلتة التاريخية ، ومن الغريب أنهم مهووسون بعشق صفاة الولاة الملمعة في عقلياتهم الغريبة المشوهة إلى حد انفصالهم الجنوني عن واقعهم الشخصي والاجتماعي ، لهوى شائه في نفوسهم ، وربما طلب منصب أو جاه أو تكسب ..ينسيهم واقع حياتهم ومعاناتهم مع مجتمعهم ، فقد يكون الطبال المرواس في كوخ حقير وعيشة ظنكا وهو يصف الحاكم الوالي ..( بالعدل ، والحاكم الحازم ، ومن سيعم العدل به والسعادة والرخاء بمقدمته وبمسيرته العطرة ، ..) قد يكون في ركن غرفته المظلمة ( زي الجني..) وهو يسطر عنه ، امض أنت من اشرقت الدنيا بنورك ، أتت لنا إشراقة الفجر وتنفسه ونور شمس الضحى..) قد يكون الطبال المرواس مريضا عليلا مكسحا من مرض الفقر والحاجة وسوء التغذية ويعاني مثله مثل شعبه انعدام كل ضروريات الحياة البسيطة وشحتها من ماء وكهرباء وحياة بسيطة كريمة ولو بمنأى عن الكماليات ..واستشراء الفساد في مفاصل الدولة أو الولاية ، واحاطة الوالي أو الحاكم بالبطانة الفاسدة ، وهو بأمس الحاجة الى إلى من ينصح له ويرشده لسوء عاقبة ذلك مما حل بنهاية أسلافه من الظلمة والمتكبرين والمتجبرين والفاسدين والضالين..ومع ذلك الطبال المرواس يسطر ( انطلق ، الطريق أمامك معبد بالورد تهفو لك القلوب والأفئدة ، أنت الزعيم البطل ، بك المستقبل أكثر إشراقا ، أنت الوعد والأمل المنشود ، أنت العدل والخير والفارس والبطل ، انطلق لاتلتفت لهم ، أعرض عنهم ، ودع الكلاب تنبح ..) . هؤلاء الطبول المراويس ( المنافقون..) عاشوا كطفيليات على موائد وطلب ود ورضا وتكسب وجاه أو منصب الحكام والولاة ..على مر العصور ..وذهب الزمان بهم . ولكل عصر وزمان طبول ومراويس تعزف على مسيرة الولاة والحكام ، فيرحل الولاة والحكام وتظهر عيوبهم للملأ وسوء قيادتهم وعهدهم ، وتغرير مسيرتهم مما احيطوا به من بطانة فاسدة كانت تظهر لهم الحق باطلا ، والباطل حقا وعملوا على ديدن النقمة والنكاية ممن يعارضون مفاسدهم أو يرشدونهم إلى سواء السبيل . أولئك الطبول والمراويس عاشوا زمانهم وكمثلهم من يعيش زماننا والفاظهم كما أسلفنا ..هم الذين جعلوا عفاشا زعيماً ، وفلتة تاريخية .. وما زلنا نتجرع إلى الآن عواقب سوء إدارته وعبثية قيادته وزعامته المزعومة تلك ورقصه على رؤوس الثعابين..( حسب تعبيره..) . وهم الذين جعلوه يقول عن شعب مظلوم منكوب به ( ..هذا أغبى شعب.. إنه شعب لايستحق الحياة.. ) . ومازلنا على نفس الموال وفي نفس الديدن من الهواة والغواة الطبالين والمراويس بنفس الألفاظ والصفات التي يضفونها على الولاة والحكام ( الحاكم العدل ، صمام الأمان ، الزعيم القائد الفلتة التاريخية ، العادل ، انطلق..انطلق.. أنت على حق ، وهم على باطل ، أنطلق ، قد السفينة ياربان السفينة ، دع الحاقدون والكلاب تنبح ..) . وكذلك هي صفة الطبول والمراويس لا يقدرون على الإقلاع عنها لأنهم تركيبة من نفاق متأصل فيهم وهم جزء من السبب والنتيجة التعيسة والعلة ذاتها .