لعل الحرب الجائرة التي دبرت على أبين وسكانها , وبالأخص في مديريات زنجبار وخنفر ولودر,كانت أبشع مؤامرة ضد الإنسانية تدبر من قبل مجرمي الحرب وأهل السياسة في اليمن وخارجها. ورغم معاناة أهل أبين جراء هذه الحرب التي أدت إلى قتلهم وتشريدهم ونزوحهم القسري عن ديارهم ومساكنهم إلى عدن وبقية المحافظات إلّا أنهم أستبشروا خيرا,بعد انتهاء الحرب وعودتهم بقلوب محطمة ووجدوا منازلهم مهدمة ,غير أنهم صدموا بأن وجدوا كهرباء غير مستقرة زادت من معاناتهم وألمهم. وجدوا الكهرباء تنقطع أثناء الليل والنهار بالساعات ,من ساعتين إلى أربع إلى ست إلى اثنتي عشرساعة في اليوم الواحد. وعندما يتم ضرب الأبراج في مأرب تنقطع لأكثر من أربعة وعشرين ساعة ليلا ونهارا . وطقس مديريتي زنجبار وخنفر في هذه الأيام الصيفية حار جدا جدا, إلى حد أنك تجلس تحت المروحة وهي في أقصى دورانها وأنت تتصبب عرقا , ومع هذا الجو الحار في الليل يكثر النامس(البعوض) وعندئذ تتصبب عرقا وتعاني من قرص النامس دون كهرباء , فلا نوم يأتي للاطفال والنساء والرجال والشيوخ,كما أن عددا من المرضى قد مات ويموت جراء هذه الإنقطاعات الطويلة العبثية . فأي حياة نعيشها , بل أي معاناة نعانيها ؟
أهكذا نجازى جزاء سنمار بعد مأساة الحرب الظالمة التي دبرت ضدنا ؟ وكان الأولى بالدول المانحة أن تعتمد لأبين محطة توليد كهرباء ضمن المبالغ المالية التي أعتمدتها لإعادة أبين كون أبين محافظة منكوبة بما تعنيه الكلمة من معنى نتيجة الحرب الجائرة عليها . نحن في أبين لا نريد أن نرتبط بمحطة التوليد المركزية في مأرب , نريد محطة توليد مستقلة لمحافظة أبين تفي باحتياجات المحافظة من الكهرباء. أما مانعانيه اليوم فقد زاد من مأساتنا , بل من الكارثة التي حلت بنا جراء الحرب الظالمة , ولم يفتنا أحد عن سبب هذه الإنقطاعات الطويلة العبثية علينا , لامدير كهرباء أبين ولامحافظ المحافظة أدلى بتصريح , حتى أن رقم الطوارئ في إدارة الكهرباء مشغول بإستمرار وكأنهم متعمدون عدم الرد . لذلك نحن نرجح أن هذه الانقطاعات متعمدة وعبثية الغرض منها معاقبتنا دون ذنب ارتكبناه . أقول لكم أن الكهرباء صارت الأن في الصيف خاصة,ضرورية جداًجداً لأننا لانستطيع أن ننام أو نهدأ أو تقر أعيننا بدونها ,ونحن قدتكبدنا ماتكبدنا وعانينا ماعانينا فوضعنا وضع إستثنائي لمحافظة حلت بها كارثة حرب وسكانها طيبون ومسالمون لايريدون سوى أن تستمر وتستقر الكهرباء ليشعر الناس بالإطمئنان والراحة وليخففوا من معاناتهم التي عانوها ولوالشئ اليسير .إ
نني أناشدكم في الدولة,وزيرالكهرباء ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية,أن تنظروا لأبين وسكانها نظرة إستثنائية وتعملوا على توفير الأموال وتمنحوها ومواطنيها محطة توليد كهرباء إستثنائية هذا من ناحية إنسانية وأخلاقية على الأقل .. بقلم/ عمرمحمد حبيب