تعتبرُ محافظة مأرب المعقل الأخير للشرعيةِ المعترف بها دوليًا في الشمال، والبوابة الرئيسية لها للدخول العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي منذ عام 2015 ، وعلى هذا الصعيد تعتبر مأرب حاليًا المحدد الرئيسي لقوة أو ضعف حكومة الرئيس هادي، أما الحوثيون فمن خلال سيطرتهم على مأرب يكونوا قد حصلوا على ورقة ضغط هامة يتشبثون بها ويفرضوا مطالبهم على طاولة المفاوضات القادمة . معركة مأرب تقوض عملية السلام تتزايد حدة الدعوات والمطالبات على الصعيدين الإقليمي والدولي لوقف العمليات العسكرية في محافظة تحتضن الآلاف من النازحين، إذ دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية وعبر مبعوثها الخاص قبل أيام، الحوثيين على سرعةِ وقف الهجوم على مأرب ، كونه يقوض من عملية السلام ، خصوصًا مع مساعي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإنهاء الصراع الذي يدخل عامه السابع، فيما قال سفير بريطانيا لدى اليمن، أمس الخميس، إن جماعة الحوثي تخافُ وقف اطلاق النار محاولة تحقيق تقدم على الأرض، قبل جهود السلام المبذولة من المجتمع الدولي. تعامل المجتمع الدولي يتعاملُ المجتمعُ الدولي دائمًا مع الطرف القوي على أرضِ الواقع، بغض الطرف عن مشروعيته، فهم يسعون وراء مصالحهم ، ومن يأمن طريق ممرات تجارتهم، ناهيك عن أهداف السياسية الأخرى، أما العيب في الشرعيةِ يكون في أنها تتعامل مع المجتمعِ الدولي بحزمِ، وتتعامل مع الواقع بسذاجة وتهاون، فالحوثيين رغم التهديد والوعيد الدولي بمحاسبته على هجومه على مأرب، لكنه لا يصغي لهم، ويستمرُ في خوضِ المغامرةِ، بعكس ما قامت به الشرعية في عام 2019 ، عندما كانت على أسوارِ مدينة الحديدةِ الشريان الوحيد للحوثيين، وما أن أطلقَ مجلس الأمن ضرورة وقف التصعيد آنذاك، سرعان ما أستجابت له، و ووقعت على حوار استكهولم، والذي أوقف تقدمها . المعركة الفاصلة احتدام الإقتتال بمحافظة مأرب ، يأتي بشكلِ مختلف تمامًا عن بقيةِ الجبهات ،والسبب إصرار الحوثيين على اقتحام المحافظة الغنية بالنفط والغاز ،ولكي تكون مورد مالي كبير يعزز من نفوذ حُكمهُ ويمكنه من السيطرة على حضرموت وشبوة الغنيتان بالنفط أيضًا، وصمود الشرعية من جهة أخرى ، كونها تمثل آخر معاقل نظامها ، وهي المعركةُ الفاصلةُ لمن يحكمَ الشمال ويسيطر عليه ، في ظل مخاوف دوليه من مجبة الأوضاع الإنسانية فيها ، حين تحتضن مأرب مليوني نازح من المناطق المشتعلة بالمواجهات منذُ ست سنوات حسب تقرير الهجرة الدولية .