ليس بالجديد ما حدث في مارب وما شنته المليشيات الحوثية من هجوم وحشي على محافظة مارب، وخوضها معارك شرسة مع الجيش الوطني والمقاومة وقبائل مارب، ومنذ أيام عديدة خلت ولا تزال تلك المعارك مستمرة إلى يومنا هذا، فتلك المعارك التي خلفت عدد كبير من القتلى والجرحى ومن جميع الأطراف، هي محصلة متوقعة من الحرب العبثية الطويلة، والتي يراد لها البقاء والاستمرار لفترة أكبر فكلما خفتت وتيرة معاركها، كان لابد أن يعاد شحن بطاريتها ورفع سخونة الحرب الوهمية الأهداف، والتي تصب في خدمة المصالح الأمريكية، وإلى جانبها ايضا الأممالمتحدة المستفيد الحصري مما تقدمه الدول المانحة للتخفيف من المأساة الإنسانية، وليس لمنع تدفق شلالات الدماء وصون دمار البلاد ووقف نزوح العباد. مما لا شك فيه أن كثير من خفايا لعبة هذه الحرب باتت واضحة للعيان، بعد أن زال الجزء الكبير من غموض صورتها، فالمليشيات الحوثية التي ترفع شعار الموت لأمريكا، والموت لإسرائيل، تترجم شعارها هذا على أرض الواقع بمعنى مناقض تماما له، فهي تطحن أجساد شعبها لتقدم سيل من الدماء قرابين لمجد أمريكا وإسرائيل، فصفقات السلاح التي تتم بين الدول المشاركة في هذه الحرب مع أمريكا، تسهم في جزء من مجد أمريكا ومجد أمريكا يعني مجد إسرائيل فهما وجهان لعملة واحدة، فالشعار التي تحمله تلك المليشيات الحوثية اصبح واضح ومن البديهيات لحامليه أنفسهم بأنه مفرغ من محتواه، بل أشد زيفا وأكثر حمقا. أما الإدارة الأمريكية التي تقدم دعمها للمليشيات الحوثية أما مباشرة أو عبر الدور التي تقوم به الأممالمتحدة، وما تزعمه إدارتها الجديدة اليوم برئاسة جو بايدن عن مساعيها لوقف الحرب في اليمن، فستثبت الفترة القادمة إنه مجرد إنعاش لأمل خادع، فكلما أرتفع صراخ الشعب من اهوال هذه الحرب ومن نار سلاحها المترصد لخطف أرواح الناس، وتدمير أقتصاد البلاد جاءت الوعود الأمريكية الكاذبة لتخفف من حدة أنين الناس ولتزرع في نفوسهم وهم وقف الحرب ولو لفترة زمنية بسيطة، فأمريكا سياستها واحدة، وقد بدأت الحرب ورئيسها الجديد جو بايدن كان نائب الرئيس الأمريكي باراك اوباما، فلا يمكن أن تكون أمريكا بإدارتها الجديدة قد أستفاقت فجأة لتصبح أكثر رحمة ببلادنا مما تشهده ليبيا الذي مضى على حربها عقدا من السنين وسوريا الذي تشارف على العقد، فهل يعقل أن تكون اليمن أوفر حظ منهما؟ إن ذلك مثار شك وريبة.