رغم المشاغل التي اعانيها وقلة النوم وشرود الذهن وضعف التركيز إلا أننا اجهدت نفسي للكتابة عن دور فقيد الوطن المناضل الكبير العقيد ركن جلال القاضي رئيس أركان اللواء الثالث حزم رحمه الله تعالى ... هذا القيادي العسكري البارز الذي كان مثالا يحتذى به في المواقف والهمة والنشاط والحيوية والذكاء والأدب والمرونة وصدق الوعد" لقد عرفته عن قرب وصدفته في أكثر من زيارة فكان نعم القائد العسكري الهمام ذو الهيبة والمكانة العالية عرفته ببزته العسكرية وصوته الشاحب وخبرته القتالية وحنكته القيادية وطالعت صفحات النضاليه ومواقفه الوطنية في مختلف الميادين القتالية" قرأته وبكل توجهاته وانتماءته للوطن وفطنته في تحليل الوضع وحرصه على تجسيد اللحمة الوطنية" وعمله العسكري البرئ من المناطقية والتعصب الأعمى" لقد التقيت به في أكثر من موقف فلم ارى منه الا الود والاحترام ورزانه العقل والصواب لين الجانب مدنياً" شديد البأس عسكرياً قوي الفكرة جوهرياً" لقد مثل القيادي العسكري جلال القاضي رئيس أركان اللواء الثالث حزم النموذج في العطاء والتضحية والفداء وكان من خيرة الرجال الذين ساهموا في تأسيس اللواء وتنفيذ المهام العسكرية بكل حنكة واقتدار " فكم كان جرئا شجاعا فطنا صاحب ابتسامه عريضة ذات صفاء ونقاء "لقد عرفته بكل صفاته وأخلاقه الحسنة فأحببته كثيرا ونشدت فيه الخير والصلاح وعلقت على حرصه وكفاءته امالا وطموحا كبيرة خصوصا وأن القائد القاضي كان اكثر تواجدا وحضورا واكثر فعلا في الميدان"
فكم كان القائد القاضي يتمنى الشهادة في سبيل وطنه وكم تعرض لمحاولات اغتيال فاشلة بل أنه اصيب في أكثر من جبهة"
فتلك ميادين الحرب تفتقد اليوم لصولاته وجولاته الحربية وذاك ميادين التدريب والتأهيل تفتقد لخبراته القتالية ووعيه الوطني الخالص"
فكم كان نبأ رحيل القائد جلال القاضي قاسيا على قلوبنا خصوصا بعد أن طالعنا عنه كل خير"
فلم يكن القيادي العسكري جلال القاضي ممن يتوانون عن مهامهم أو يتغاضون عن واجباتهم انما كان مثلا اعلى في تنفيذ المهام والواجبات بكل معنوية وهمة ونشاط عالي"
وبالرغم من سنه المتقدم إلا أنه كان اكثر إيجابية في تنفيذ الأوامر واحترام التوجيهات واكثر حفاظا على ارواح الأفراد وتطمنا لحالهم"
فلم يوصف نبأ وفاة رئيس أركان اللواء الثالث حزم جلال القاضي ظهر الاثنين المنصرم الا بالصاعقة " إن لم يكن الفاجعة الأليمة التي أثرت على الدماغ وخلفت جروحا غائرة في قلوبنا وضيقة صدر واجهاد نفسي"
فكم هممت أن أكتب عن شخصية القائد العسكري الكبير جلال القاضي في حياته ولم اتمكن من ذلك مع انني كما التقيه بمقر عمله بمعسكر خور العميرة يطربني شعور للإشادة بمواقفه العظيمة"
فكم كان راااائعا القائد العسكري العظيم صاحب القلب الكبير والخلق الحسن"
لم ننسى صدى صوته الشاحب وهو يردد عاش الوطن حرا ابيا وعاش رجالنا الاوفياء البواسل في كل مكان لم ننسى توجه الوطني في رسم معالم النظام والقانون وحفظ السكينة والطمأنينة لكل أبناء الشعب"
فكم كان حريصا على اخيه القائد صائل من منطلق مفهومه الغزير وفكره النير في الحفاظ على روح الزمالة وشركاء النجاح وكأن لسان حاله يقول لنكن جميعاً في خندقا واحد للدفاع عن الثورة والجمهورية ولنحافظ على مكاسب الشعب العظيم لنكسب رضاء الله ثم رضاء شعبنا وقيادتنا الحكيمة"
لقد رحل القائد العظيم وخلد فينا اروع صور الوطنية واسمى معاني الحب والتقدير والاحترام المتبادل المتجسد من القيم والمبادئ السامية"
رحل القاضي بعد أن صنع فينا روح الأخوة والمحبة والتسامح والسلام واشعرنا حجم النوايا الحسنه والجميله وكان نعم القدوة في الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة"
فكم هو ألم رفاقه كبيرا وكم هي مأثره الكبيرة ترتفع عالية في سماء عطائه المميز واهتمامه المثمر ورقيه المتقدم"
خالص العزاء والمواساة القلبية نبعثها الى القيادة العسكرية باللواء الثالث حزم برئاسة القائد محمود صائل الصبيحي والى كافة ضباط وأفراد اللواء والى كافة أفراد أسرته وأهله وزملائه ومحبيه سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.