أولا يجب أن يسأل الشعب نفسه لماذا انتفض على ذلك النظام؟! . أكثر من عشر سنوات والكل يبحث عن جواب مقنع لهذا السؤال. لماذا صاح الشعب ارحل ارحل ؟! وردد شعار (الشعب يريد إسقاط النظام.) هل كان المواطن يعلم قبل سقوط ذلك النظام أن لعنة هذا السقوط ستكلفه ثمنا باهضا؟! . نعم والله كلفنا سقوط النظام السابق ثمناً لن ينساه الشعب ما أحيي. خرج الشعب يطالب برحيل صالح من جل ماذا ؟ من أجل حياة أفضل من تلك الحياة. ام أن صالح فاسد واختلس أموال الدولة وأسس جيش عائلي وووو من تلك الشعارات التي لاتزال في الأذهان ؟ ماذا صار بعد رحيل صالح ؟ ما هي الحياة التي عشناها بعد رحيله ؟ رحل صالح عنا ورحل نظامه. ورحل معهم الأمن والأمان رحلت معهم هيبة الدولة ونظامها. اليوم يتمنى الجميع عودة ذلك النظام بمن فيهم أصحاب الساحات التي شحبت حناجرهم طوال فترة الاعتصامات التي كانت تردد أرحل أرحل. ربما أن هناك كان أمل يتأمله ذلك المواطن نحو التغيير نحو بناء الدولة المدنية الحديثة. رفض الشعب ذلك النظام المأسوف عليه اليوم لأسباب جعلته يعض انامله ندما على ذلك.. . إذاً من افشل تلك الأحلام؟! ومن افشل التغيير المنشود وبناء الدولة المدنية العادلة؟ هناك لوبي فساد انتشر في مناخر الدولة ومفاصلها وبات الكل يبحث عن مصلحته الشخصية وكيف يأمن مستقبله العائلي بواسطة هذه الفرصة التي سنحت له وجعلته مسؤول في الدولة . فشل بناء الدولة وتدهورها لا يتحمله هذا المواطن الغلبان الذي ارتكب ذنبه الوحيد بالمطالبة برحيل النظام السابق . المواطن البسيط لايعلم أن حصاد ما اسماها ثورة سيكون مصدر رزق لغيره . لايعلم أنه بعد سقوط اليمن الكبير سيصبح هناك عدة دول داخل الدولة الواحدة. لايعلم أن هناك شي إسمه شمال اليمن اختص لأبناء العائلة الأمامية السلالية أحد اسباب تلك اللعنة التي صابت اليمن. لايعلم بأنه سيكون هناك جنوباليمن مختطف من قبل شلة ادعت حقيتها به تحت مبرر استعادته لتتخذ من هذا مدخل نحو الاسترزاق وهذا سببا آخر نحو فشل تحقيق الدولة المدنية. ومن أسباب تمنيت الشعب إعادة النظام السابق تحالف ما يسمى الشرعية الذي غذاء تلك الصراعات وسعى نحو تاجييها لأغراض قد ربما لايعرفها العامة من غالبية الشعب.. ولهذا لايستغرب احدا منا اليوم اذا تمنى الشعب عودة الدولة التي كان يعيشها إبان نظام صالح . كيف لا استغرب بالمطالبة بعودة الدولة ونظامها وانا لا اعيشها اليوم . دولة اليوم التي يحكمها مائة حاكم لا تملك مرتبات لموظفيها لا تملك القرار الموحد . اضاعوا الوطن بالتفرقة والتشتيت واي وطن اضاعوا. اضاعوا الوطن وهدموه مقابل بناء ذواتهم الشخصية . مع أنه كان من المفترض أن الشعب طالب بإصلاحات بدلا من تغيير النظام . الشوق الى الدولة والعيش تحت مظلتها مطلب حتمي .