تسمعون عن بائع شوربة البازيلا التي طرحت البقرة مخلفاتها في الشوربه، فالتفت يميناً ويساراً وعلم أنه لم يره أحد، فخلط الشوربة مع تلك المخلفات، وهو يقول كلها مخضرية. ونحن اليوم في عدن نعيش الهوشلية، التي تشبه المخضرية من ناحية عشوائيتها، وتداخلها مع بعض، فلا أدري أخاطب من في العاصمة عدن، فهل خطابي للحكومة الشرعية القابعة في فلل المعاشيق؟ أم هل أخاطب المجلس الانتقالي بكل تناقضاته؟ أم هل أخاطب التحالف بفرعيه الإماراتي والسعودي؟ الحكومة مجرد ديكور دولة في العاصمة عدن، والانتقالي مجرد عسكر يركبون شبحاتهم، حتى أنهم لا يفقهون معنى الدولة، فالخدمات ليست من اختصاصهم كما قالوا، والتحالف لا يرى شيئاً إلا إصراره على عودة الجنوب إلى ما كانوا هم عليه في خمسينات، وستينات وسبعينات القرن الماضي. اليوم عدن مخضرية تحالف وشرعية وانتقالي مع خليط من البلاطجة، واللصوص، والغوغاء، فالحكومة في جبال المعاشيق، ويحرسها الانتقالي برعاية التحالف، وخصمها الانتقالي، ودعمها من التحالف، والتحالف غاضب وراض عنها في نفس الوقت، والانتقالي يريد تهييج الناس ضد الحكومة،وهو يحرسها، والحكومة تريد ثورة الشعب ضد الانتقالي، وهو حاميها، والكل يحب التحالف حباً في ماله الذي مثل الرز على القول المصري الشهير، والجميع يكرهون التحالف، لأنهم يرونه محتلاً، وعدن تعيش في ظلام، وظلم لم يمر بها مثله أبداً أبداً أبداً. الانتقالي لا يملك من الأمر شيئاً، وشعاره استعادة الدولة التي لم يسمها حتى اليوم، والحكومة حدودها بوابة المعاشيق، وشعارها الدولة الاتحادية، والتحالف يسرح ويمرح بحماية من الطرفين، وهو أيضاً يحمي الحكومة من الانتقالي، ويحافظ على الانتقالي من الحكومة، الأمر كمل قلت لكم سابقاً مخضرية، ولكنها مخضرية عفنة قد فاحت منها رائحة مخلفات الحكومة، والانتقالي والتحالف، فهل سيسكب الشعب هذه المخضربة في بحار عدن ويغسل وعاء عدن منها؟ إذا لم يفعل الشعب ذلك، فليغمس يده، ويأكل من هذه المخضرية ذات الرائحة العفنة.