سألني أحد المعجبين من القراء ذات مرة على عجالة فمن تلقأ نفسه أجاب عن سؤاله ، قال يعجبني أسلوبك في الكتابة كيف تتذوق ذلك الأسلوب وكيف تكتب ؟ وكأنك قرأت في كتاب شمس المعارف وهو مخطوط تقليدي للمنجمين ، تبسمت عن استحياء ومضيت في الطريق نحو الحبيبة مدينة لودر .. فالفرحة دائما تغمرني والدهشة تعتريني كلما استطعت أن أكتشف وأقرأ ماخلف ووراء السطور المتشابكة من لفات معقدة ، كي أشعر بعدها بدسم المعرفة وكبرياء الابداع وهزيمة الذبول حتى لا أخرج خاويا مقهورا مهزوما وبالذات عندما تكون الكتابة تتناول شريحة مهمشة كالمتقاعدين الذين هم موضوع أقتراحنا مع الدكتور وضاح الحبيب !! فمن القضايا المسلم بها والمعروفة لدى الجميع من أن الثورة العلمية بكل مراحلها التي عاشها الناس ماضيا وحاضرا وسيعيشها مستقبلا انطلقت من المدرسة وهي نتاج إبداع مشترك للإنسانية بدرجة أو باخرى ، وفي الاصل حقل من حقول التربية التي زرعها المعلم المتقاعد ويعيش اليوم خلفها حزين مهمش منسي من مفكرة الوزير والمدير بعد أن ظهرت علامات من ملامح الانانية البشرية التي تريد الاستحواذ على ثمارها وحرمانه منها ! فلابد من المعالجة لهذه المشكلة التي حلت على المتقاعد وأن تتصدى لها أكثر من جهة للوصول إلى رضا تام للتخفيف من تلك الإقصاءات التي حلت عليه ، ولطالما ونحن اختصينا متقاعدي التربية عن بقية المرافق والمؤسسات والمكاتب الاخرى فأن أول جهة مسؤولة من جانب إنساني وليس إلزامي لتقدير الذات وحل هذه المشكلة والتصدي لها هو مكتب التربية والتعليم بمحافظة أبين ممثلة بالاستاذ الدكتور وضاح صالح المحوري مدير عام المكتب الفاهم بظروف العمل والمتقاعد معا ، والمؤهل علميا وذهنيا والجدير بعمله لخوض هذا الاقتراح .. الو ... دكتور وضاح فمارايك دام فضلك باقتراح يقضي بتشكيل لجنة مكوكية لحل كل الاشكاليات والخلافات التي تواجه المتقاعد ونقل السلبية منها إلى خانة الإيجابية ، فهذا يحتاج إلى قفزة من ثفكيرك الحليم ليكون لك السبق في ذلك ، وينسج لك التاريخ عباءة الحداثة بثوب جديد ممتلئ حيوية ونشاطا يمحو عار الخمول والذل الذي أصاب ذلك المتقاعد ! ولان الشيء بالشيء يذكر فماذا نقول عن مسألة توحيد المصطلحات وتكريم المتقاعدين مثلا برمزية بسيطة وأنت ياذو العينين الحلوة الواسعة والجاحظة الجميلة ترعاه فمارايك حبيبنا دكتور وضاح .. كذلك تعاقد المكتب مع البعض منهم وبالذات في المديريات التي ينقصها الكادر التربوي وإعادة الإداريين إلى مواقعهم الإدارية لفتح آفأق جديدة في مسيرة حياتهم الباقية ، إعطاء لهم ايضا كل حقوقهم واستيفائها بصورة استثنائية وسريعة ، لانه يمثل خروج الانسان من عمله ووصوله إلى سن المعاش التقاعدي أزمة حقيقية تنعكس على النفس والجسد والروح يادكتور وضاح !! فكل ماذكرته في هذه العجالة كان دون شك بمثابة عناوين موجزة لمواضيع كبيرة تستحق الكتابة فيها ، ولكن ما اشبه الاقتراح بالنصيحة .. ولعلكم تذكرون ماقاله (شكسبير)على لسان احد أبطال احدى مسرحياته أن تعطي الف مقترح أهون كثيرا من تطبيق واحد .. لذا أن كانت 0قتراحاتي هذه مخالفة عن البرستيج حقكم ومنافي للواقع الذي تعكف عليه سياساتكم التربوية وإستراتيجياتكم التعليمية والإدارية ، فأن أفضل اقتراح بقي في جيبي وبحوزتي هو أن تنسوا كل ماقلته وكتبته .. فرحم الله المتنبي الذي كان ينام ملء جفونه عن شواردها !!