ليس السؤال ماذا اكتب عن "جمال سالم عبدون" وكيل وزارة التربية والتعليم المدير العام لمكتب تربية ساحل حضرموت فذلك أمر يسير ، ولكن السؤال كيف أكتب عن جمال عبدون ، فذلك أمر له خصوصية فأنا لا أدعي الحياد في الكتابة عنه لإدراك ما يقوم به الرجل من أعمال وإنجازات لتربية ساحل حضرموت , ولذا فإنني سأكتب عنه من خلال الآخرين الذين كتبوا عنه بإنصاف ورؤية موضوعية . الكتابة عن جمال عبدون القائد التربوي والمسؤول وابن الشحر ، فهي الكتابة عن تاريخ حضرموت التربوي والتعليمي وفي مرحلة صعبة من مراحله الهامة ، تحمل عبدون المسؤولية في ظروف صعبة وبالغة التعقيد يمُر بها الوطن الحبيب اليمن , وحين توارى الكثير عن المشهد لأسباب يعرفها القاصي والداني , فكان مدرسة في الانجاز قد تقترب أو تبتعد ، لكنها تظلُ تجتهد لإنجاز الكثير في الحقل التربوي والتعليمي بساحل حضرموت , وتبادر إلى ما يبني ويُعلي البناء.. لذا حتماً سيأتي اليوم الذي ستقرأ فيه الأجيال الحضرميةالطالعة مسيرة هذا القائد التربوي .
الكتابة عن جمال سالم عبدون وسياسته في إدارة دفة سفينة تربية ساحل حضرموت ونهجه في العمل التربوي ليست سهلة ، والكاتب عن ذلك لا بد أن يكون كالجراح ، لان جمال عبدون واقعي وعملي بعيد عن التعبوية و الشعاراتية وعن الخلط والديمانموجيا وعن ازدواجية الرؤية والتصورات ، ولديه طاولة واحدة شفافة ما فوقها يشبه ما تحتها ، فلا يخفي شيئا ولا يلون اللغة إلا من خلال العمل على إجادتها وليس قلب معانيها , فهو يتقن الكلام كما يتقن الكتابة ، ويتقن الاستماع والصمت كما يتقن استغلال الوقت ويرى الكلمة مسؤولية ، فلا يضعها إلا حيث يجب أن توضع .
من يعرف جمال عبدون يعلم علم اليقين أنه ومُنذ تولى إدارة مكتب تربية ساحل حضرموت ظل صريحاً وصراحته دفعته إلى ألا يقول علنا إلا ما يعتقد ، وجعلته أيضاً يميل إلى قلة التصريحات أو الظهور في وسائل الإعلام بطوعه.. وهو لا يؤمن بالاستعراض أو المباهاة ولا يستعجل الحصاد أو جمع الغنائم , لا يحب أن يقول عن نفسه ولكنه يعتقد إن ما يقوله عنه الآخرون من يؤمنون بعمله هو الأصوب والأسلم ، لذا يترك مسيرته للتاريخ حتى يجري تقييمها , والله من وراء القصد .