ليس مستغربا التمدد الإقليمي لكل دولة تجد نفسها أكثر قوة على محيطها من الدول وسعيها لفرض أجندتها السياسية بحسب مصالحها وتعمل على بناء ادواتها لتضمن استمرار النفوذ في إطار الحفاظ على مساحة تحفظ لادواتها كرامتهم أمام شعبهم وإظهارهم بمظهر العاملين على حسن الجوار . هكذا عرفت سياسة الدول النافذة الاحتوى والعمل على حفظ السلم الاجتماعي ومنح مساحة للمناورة السياسية تحت يافطة الديمقراطية وعدم الظهور بمظهر المندوب السامي .
وهي مفاهيم تختلف بشكل جذري مع مفهوم السياسة الإيرانية تجاه محيطها الإقليمي فهي لا تسعى لمد نفوذها السياسي والاقتصادي بقدر سعيها لتدمير الأرض والإنسان.
تعمل السياسة الايرانية على اثارة النزعة الطائفية وتغذية النعرات المناطقية وتجند عملائها على ثقافة الكراهية المبنية على القتل والتنكيل واظهار ادوات الجريمة بمظهر المظلومية السياسية في المحافل الدولية .
ولم تكن اليمن وحدها التي اكتوت بالجريمة الايرانية فكل بلد أتاح مساحة للايراني للعب دور على أراضيه كان مصيرها الدمار فايران لا تجد إحلال السلام بقدر ايجادها فن الانتقام وجلب الموت للشعوب ولعل العراقولبنانواليمن والبحرين نماذج تكشف حقيقة مفهوم ايران لسلام .
كنت في الماضي اسمع المواطن اللبنانيوالعراقي وهو يتحدث عن حقيقة حزب الله وما حمله للبنان من دمار وتمزيق الى جانب تميزه كحزب طائفي يرفض السماح للبناني الانخراط في صفوفه رغم ادعائه بأنه حزب وطني .
لا انه يتعامل مع اللبنانيين بصفتهم مجتمع غير موثق به ويقيم حزب الله في الضاحية الجنوبية استبداد مخيف على السكان ليتحول وكر حزب الله في ضاحية بيروت إلى مقر لتامر على الوطن العربي ويستقبل العديد من الضحايا العرب ليعمل على زرع أفكار الخميني الارهابية في وجدانهم ليسهل عليها استخدامها كنواة يتم زرعهم في بلادهم وتوفير كل وسائل الدعم والتمويل .
حتى يحين الوقت لتحريكها لإثارة الفوضى وافتعال التصادم مع الاجهزة الامنية بينما يتولى الإعلام الممول من طهران على إظهارها بمظهر المظلومية السياسية التي تعاني من التمييز الطبقي بصفتهم أقلية محرومة من ممارسة طقوسها .
وهو نفس الأسلوب المستخدم من قبل مليشيات الحشد الشعبي وكتائب بدر الارهابية التي باتت تحمل في ذاكرة العراقيين قصص من الرعب المخيف نتيجة ما ارتكبه من مجاز على ايديهم منذ سقوط نظام صدام حسين .
لم نكن نحن في اليمن مدركين حجم المعاناة التي يتعرض لها العراقيواللبناني حتى ظهرت الحوثية بشوارع صنعاء فقد ظل الإعلام الموالي لإيران يظهر الحوثية بالجماعات المضطهدة تستفيد من بعض الأيادي اليمنية الرخيصة التي عملت على قناة إيران المعروفة بالساحات والتي حملت على عاتقهم تلميع وتحسين صورة الحوثي .
لم نعد نجهل انين لبنان وما يعانيه من جريمة حزب الله التي امتدت يد العبث بكل قطر عربي بما فيهم مصر فجريمة اقتحام سجون مصر وقتل جنود الأمن وتهريب مجرم مطلوب للعدالة وخروج حسن نصر الله ليعلن متباهي تمكن ومليشياته الارهابية من تهريب احد العابثين بأمن مصر ماثلة للعيان .
مازال العراق يعيش ارهاب مليشيات الحشد الشعبي التي تتلمذت على يد حزب الله والحرس الثوري الإيراني .