شدني حديث عدد من كبار السن ممن تبدوا على وجوههم ملامح اليأس والتشاؤم من حال البلد الصعب الذي وصل إليه، كانوا يتحدثون بجوار أحدى المحلات التجارية بمدينة ردفان جلست بجوارهم استرق بعض من تساؤلاتهم وهمومهم التي يتشاركونها وكأنهما أعضاء لجنة اقتصادية مكلفة بوضع الحلول المناسبة للمشاكل التي يعاني منها البلد، وخلا الحديث أنضم إليهم عدد من المارة ارتفعت الأصوات شيئاً فشيئاً وأنا أتابع بصمت حديثهم شدني حديث أحد الأشخاص ومن حديثه يبدوا أنه من فئة المتقاعدين العسكريين قائلاً راتبي الشهري اليوم أصبح لا يوفر قيمة دبة زيت التي اليوم أصبح سعرها ما يقارب 26 ألف وراتبي مجرد 25 ألف فقط ولدي أسرة كبيرة وعندي أولاد معاقين وهم معتمدين علي كلياً، فكيف بإمكاني أن أوفر لهم ولوا جزء يسير من متطلبات العيش الكريم، آلمني حديثه جداً؛ فعلاً كيف يستطيع مثل اولئك من العيش في مثل هذه الأوضاع الصعبة. تدخل أحد الأخوان قائلاً لن نموت جوعاً وغيرنا ينعمون بالبذخ والترف في منازلهم الفخمة، لن نترك أطفالنا تموت جوعاً أمام أعيننا موجهاً لذلك الحشد نصائح وبصوت مرتفع بدأ عليه بعض الحشرجات المتقطعة، قائلاً لهم سنأكلهم قبل أن يأكلونا لا نريد منكم سواء أن نكون يداً واحده وسنفجر ثورة لن تبقي أحد فالجوع كافراً لا يرحم أحد وأن الجائع إن لم يجد ما يسد به جوعه ألتهم أي شيء يجده أمامه، بهذه الكلمات التي أيدها جميع من كانوا حوله والذين أبدوا تأييدهم وبكل قوة لهذا الطرح. فهل سيكون الجوع سبباً في تحريك الشعب نحو اجتثاث الحكومة والمكونات المسيطرة على البلد؟! ،فالجوع حقاً كافر وقد حذر منه خيرة صحابة رسول الله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال (والله لو أن الفقر رجلاً لقتلته).