لم أكن أعلم أن يومي الأخير طلقة... من قصيدة لشاعر عراقي انستني الحياة بظروفها وصروفها اسمه، لكنني لن أنسى أن الضمائر تجرح والأيبولية منها قاتلة ولا ريب، حين تعمد إلى امتلاك زمام توجيه وتوظيف نصوص مواد اللوائح والأنظمة في الكلية للبث في مشكلات الطلاب وفق ضمير جرثومي قاتل.. يجرجر تطلعات الطلاب وأهدافهم ويدلهمها في حفائر مظلمة بالعلن. بالأمس القريب صدر حكم بإقصاء طالبة الطب اسماء خالد من إعادة امتحان مادة الكيمياء ما لتسبيبه من دافع وكأنه كما يظنون علوي هبط من السماء مباركا أولهم إليه سلم يستمعون، وهم لعمري مبرأون من مدارك الإصغاء ومراتب الفهم والإفتاء، يعشون ويعيثون في قاموس اللغة وناموس أخلاقها فساداً وإفساداً، قرع في المحاورة ليس لمجموعهم من عدتها منبت شعرة. حينذاك آن للكاتب أن يعبأ الأقلام ويوثق الإعدام وما أبدت الطالبة من معاذير شرعية موثقة حالت دون دخولها امتحان اول مادة الكيمياء تحضيري كلية الطب، لهذا ليس إقصاؤها بغير وجه حق, ومصادرة أهدافها المشروعة التي فطر الله سبحانه الطلاب الأذكياء عليها باقل وطأة من قتل النفس التي حرم الله.. تلك حالة من حالات كثار تلح علي لطرح سؤال واحد. إلى متى تظل ضمائركم توقع عقود توكيلات مع عزرائيل؟ ويبقى مالم أقله يهتف بي لكتابة المزيد, لإيماني به إيمان قلمي بصعوبة حصره ونشره في هذه الخلاصة ولا ريب.