كثر الحديث عن عدن وأبنائها وعن ما تعانيه عدن ويعانوا منه أبنائها وليس الحديث عن تلك المعاناة وليد اللحظة أو حديث الأمس أو حديث اليوم بل إنه حديث عمره أكثر من اربعة وخمسين عام بدأت فيه مأساة ومعاناة عدن وأبنائها وهي في اضطراد وازدياد من ذلك التاريخ(1967م). بدء فيه إغتيال وقتل وسجن وتهجير وتهميش وإقصاء كل من يمت لعدن بصلة،سياسة مكرسة وممنهجة لتغيب أبناء عدن وابعادهم عن أرضهم ومدينتهم بكل الطرق والاساليب والممارسات التنكيلية والتعذيب والتضييق عليهم وصولا لقرارات التأميم والمصادرة. كان لابد من إستعراض بسيط لما تعانيه عدن وأبنائها منذو زمن ليس ببعيد وما اشبه الليلة بالبارحة فاليوم كثر الحديث عن عدن وأبنائها وما تعانيه ويعانوا منه أبناءها من ظلم واضطهاد وإقصاء وتطفيش وتهميش وحرمانهم من ابسط حقوقم المدنية والسياسية،إنه حديث الإفك والكذب الذي يتحدثون به ويزعمونه،أحاديث مرسلة وكلام إنشاء في صفحات التعبير للاستهلاك والتخدير والضحك على الذوقون حديث سياسي وهو عبارة عن تسويق للداخل والخارج حديث فارغ خالي من المحتوى والمضمون لايسمن ولا يغني من جوع حديث من يقولون مالا يفعلون وقد مقتهم الله بكذبهم. وعود كاذبة يطلقونها وعهود لايحترموها ولا يؤدوها ونوايا مبيته وضمائر ميته والدليل ماذا تغير في عدن وماذا تحصل أبناءها غير الحرمان وانعدام كل متطلبات حياتهم من خدمات وتعليم وصحة ووظائف وحياة آمنه. شعارهم من المهم أن تكون من الحاشية وأن تكون من المقربين من قبيلتي،من عشيرتي،من منطقتي،من شلتي،من جماعتي، من حزبي، فكل شيئا سوف يكون مسخر لك ومطوع لك الدراسة والمنح في أفضل المدارس والجامعات في الداخل والخارج والوظيفة معدة وجاهزة ومحجوزة لك والترقيات والبدل والدورات والسفر الى الخارج تحت أمرك وليس من المهم أن تكون تحمل شهادة أو أن تكون عندك تقدير ممتاز أو جيد أو حتى مقبول مش مهم المهم أنك معنا وطوع أمرنا وتعمل لاجلنا ومن أجل سيطرتنا وبقاءنا وبقاء السلطة والثروة والقوة بأيدينا فكل شيئا سوف نطوعه لاجلنا لأولادنا واحفادنا من بعدنا في المؤسسات والمرافق والوزارات وسوف نحميكم ونمكنكم من إدارتها وليس مهم أن تكون محترم أو شريف أو نزيه أو كفؤ أو تمتلك اي كفاءة أو خبرة سوف نفرضك بالقوة وسنعمل على تغير الهوية والثقافة وتاريخ المدينة وحتى في التخطيط العمراني والسكاني لمدينة عدن ولا نعترف بغيرنا أصحاب لهذه المدينة وهذه الأرض ولن نسمح لابناءها(أبناء عدن) بأي تقدم أو تطور أو منحهم اي فرصة للرقي والعلم والدارسة ولاحتى منحهم الوظيفة القيادية في اي مؤسسة أو مرفق أو وزارة ولن نسمح لهم بممارسة السياسة إلا في أضيق الحدود وتحت سمعنا ونظرنا ولا ضير إن اشركناهم في بعض الأماكن والمواقع الهامشية. من المهم أن نكون حريصين كل الحرص على الاستحواذ على كل شيئا وأن نعض عليه بالنواجذ وليس من الضروري أن نضع اي اعتبار للقوانين والتشريعات أو الحقوق في الوقت الراهن إلى أن نرسي مداميك دولتنا ونحن نضع دستورها وقوانينها التي تتماشى وتنسجم مع مصالحنا واهدافنا القريبة والبعيدة ولن نقبل أن تصنف اعمالنا وممارستنا بأنها عنصرية أو مناطقية أو جهوية وسوف نسخر كل المرتزقة والمنافقين من صحافة وأعلام ونفوذ في مواجهة اي عمل يقومون به أبناءها(أبناء عدن) وسوف نشكك ونطعن في هويتهم واجناسهم واعراقهم واصولهم وانتماءتهم ولن نمنحهم اي فرصة للتعبير أو نيل اي حق من حقوقهم ولن نعترف بقوانين عدن وتشريعاتها القديمة ولن نسمح لهم بازعاجنا أو أن يشكلو لنا اي قلق وإن تحدثوا بأي حديث ستوجه لهم التهم بالعنصرية وإن أضطر الأمر لقمعهم هذا قولهم وفعلهم وهكذا أداروا عدن مندو عام67م وحتى يومنا هذا بطريقة من المهم أن يكونوا هم وليس من المهم أن نكون نحن لأننا أبناء عدن. #أحمد مريسي.