في بداية هذه الحرب الكارثية ظهر مشروع التقاط الصور لقيادات مدينة تعز مرافقا للمعارك والتحركات العسكرية والميدانية وقد شاهدنا قيادة السلطة المحلية بتعز وقيادة مقاومتها الشعبية وقيادة اجهزتها الامنية والعسكرية وهم يلتقطون لأنفسهم عشرات ومئات الصور والفيديوهات ويستعرضون بها في كل خطوة ومتر وحارة وجبهه الي درجة انها تسبب في بعض الأحيان ازدحاما في القنوات الفضائية وفي المواقع الالكترونية. ونظراً لعدم الخبرة العسكرية لقيادة سلطة تعز المدنية والعسكرية والشعبية فأنها كانت وبطريقة غير مباشرة تحدد بتلك الصور والفيديوهات مواقع تجمعها وتكشف محطات وقوفها وتوضح طرق تحركها واهداف مشوارها وما حدث لمدرسة طارق بن زياد بالكدحة يوم امس من استهداف صاروخي ماهوا الا إحدى تلك النتائج الكارثية لتلك الصور والنشر الإعلامي الغير مسئول الذي وضح وحدد مكان تجمع القوات العسكرية هناك. والمشكلة هنا ان كل بعض القيادات لا يعنيها التكتيم الاعلامي ولا تهتم بأسرار الحرب ولا تفهم بمعاني التكتيك العسكري ولا بمعنى تمويه للعدو بقدر ما يهمها التقاط الصور والإدلاء بالتصاريح والظهور بموقف القائد والسباق والفاتح. يتعاملون مع الحرب وكأنها مهرجاناً شعبي أو موسم انتخابي لنشر الصور. ظاهرة الاستعراض بالصور طالت حتي الاعمال المدنية والانسانية فنجد الوكلاء يتسابقون على التقاط الصور في أمكن اعمال المنظمات كأعمال ترقيع امتار محدودة في بعض الشوارع او عند تغطية منظمة كير لسائلة وادي القاضي او عند البدء بعمل خزان في ضواحي الحجرية ولكن هذا الاستعراض بهذا الشكل لا ضرر منه وانما الضرر والجريمة هو في طريقة الاستعراض من مقدمة الجبهات ومن صفوفها الأولى الذي يسبب المجازر والانتكاسات والذي يستوجب التجريم والمحاكمة . اخيراً فإننا نقول لتلك القيادات التي تقود العمليات العسكرية بان ما يحدث في الجبهات هي معارك حربية لا تقبل الاستعراض بالصور من امامها...رك عسكرية وصور استعراضية*