هذا أول ماتبادر إلى ذهني كفلاش سريع وأنا أتابع واقعة الأمس، واقعة الزحف على معاشق، مقرّ الرئاسة ومعقل الحكومة الرمزي الآخير بعدن! ماهذا الذي يحدث لنا ولبلدنا و إلى متى؟ ماعاد أفتهم لي خبر الزحف والزواحف، السِرّ و الدُرّ، الكرّ والفرّ! هل عجز الجميع من الجميع؟ هل ضاق بهم الحال وسؤ المآل لما أوصلوا أنفسهم وأوصلونا إليه؟ وهذا الضرر الذي يطاردنا ويلحق بنا، نحن المواطنين، مع كل (سِرّ و دُرّ) مع كل (كرّ و فرّ)، من سيتحمل مسئوليته ويُعاقب عليه ويعوضنا عنه، فنحن مالنا في العير ولا في النفير، وقدرنا أن وجدنا أنفسنا مُقحمين وعالقين بين كل هذه الحروب والمناوشات وتبعاتها (رُبّ إني مسني الضرّ وأنتَ أرحمُ الراحمينَ)! هل هذه حكومة مناصفة أم مرافسة؟ الجماعة سادين أم متخاصمين؟ هل بيصلّوا على النبي وبيتعاونوا ويشتغلوا لصالح هذا البلد وهذه الأمّة أم أنهم أخوة أعداء لا أمل فيهم ولا رجاء منهم و لا إعتماد عليهم؟ هل ياترى أجنداتهم، المُعلنة والمخفية، على وفرتها وتنوعها، المُتخمة بالأهداف والأرصدة، تتضمن ولو هامش بسيط من الشفقة والرحمة والنظر - ولو بنص أو ربع عين- على أخوتهم وأهاليهم المواطنين المساكين، المقهورين والمدحورين، الزاحفين للمعاشق أو الزحفانين منهم، القابعين في خوف داخل دورهم المتهالكة أصلاً؟ هل أن مسرحية (شهر العسل المُر) و (أبتسم الصورة تطلع أحلى) خلّصت ...بح...وياأرض كوني وطأ....والموضوع كله كذب في كذب، ولعب عالمكشوف والمخبأ، وياقافلة عاد المراحل طوال، ولك الشيطان يا عدن! إن كل هذه التساؤلات وأكثر، لهي تساؤلات حقيقية ومُلِحّة وتتطلب إجابات صحيحة وصادقة، وليس إجابات خاطئة وكاذبة مُغلّفة بالنفاق واللغو والمجاجة والتفاهة! فكُلّما قُلنا (سين) بحثاً عن إجابة، نتلقى الرد (جيم) فارغ من محتواه، و في أحيان كثيرة يستحلون تطنيش السائل وإذلاله فلا يكون هناك (جيم) أصلاً! يعني حتى لعبة مخاطبة العقل وتطويره (السين جيم ) حرمونا منها، أما عن قصد أو ربما عن جهالة لأنها لعبة تتطلب مهارات وقدرات فكرية خاصة ربما لا تتوفر في أغلب المتسلطين علينا! أعتقد بأننا، أرضاً وإنساناً، ندفعُ ثمناً باهظاً كُلفَتَه حياتنا وأمننا وإستقرارنا، بسبب نفاق دولي وإقليمي ومحلي منقطع النظير، يشرعن لما يدور ويحدث لنا أو يغض النظر عنه لأمر ما في نفس يعقوب! إن إدارة حياتنا ووضع حلول ناجعة لمشاكلنا مستحيل أن تتم عن طريق الصراعات والمُناكفات و إقصاء الأخر، وإنما يكون بتصالح وتسامح داخلي جاد، وبنبذ العنف والتطرف، وبتوافق وطني كامل شامل ومسئول يستوعب كل الظروف والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية. كما أنه، لن يجدي نفعاً محاولة إستقواء مكون سياسي أو عسكري على آخر والتلويح بالعصا، فجميعنا يعلم، حاكمين ومحكومين، بأن (العصى والراعي والمرعى والرعية) تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، ومصيرنا وسيادة بلادنا بيد السادة مجلس الأمن الدولي (أي بيد الخمسة الكبار البررة)، ومعروف أن هؤلاء الخمسة فوق العالم، لا طائل لهم ولا من يحزنون، وقد وقعنا بيدهم وتحت سلطتهم، ومن وقع بيدهم لاينفك منهم إلا بعاهة فهم لايرحمون. ولاحول ولا قوة إلا بالله! المحامية/ أوسان سلطان ناجي، عدن 17 مارس 2021م