في مؤتمرِ صحفي عقده أمس الإثنين، وزير الخارجية السعودية ،الأمير فيصل بن فرحان ، أُعلن عن مبادرةِ سعوديةِ لوقفِ الحرب في اليمن تتضمنُ عدة بنود ، لكن سرعان ما نقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام رفضُ جماعته لهذه المبادرة معتبرًا بأنها لا تتضمنُ أي شيء جديد . المبادرةُ السعوديةُ جاءت في ظلِ دعواتٍ دولية لوقف الحرب في اليمن ، إذ قال الرئيسُ الأمريكي الجديد جو بايدن أن الصراع في اليمن من أولويات إدارته ، بحيث قام بإلغاء قرار تصنيف الحوثي کمنظة إرهابية ، بينما كانت إدارة الرئيس السابق ترامب قد أدرجت الجماعة ضمن قائمة الإرهاب في يناير من الشهر الفائت . فإغلاق ملف الحرب باليمن نهائيًا ، وخمد حريق الإقتتال ، وتحسين الأوضاع الإنسانية بدعم البنك المركزي، لا يكون إلا بوقف الصراع والعودة إلى طاولةِ الحوار ، وتفعيل النوايا الجادة لدى أطراف النزاع .
بنود المبادرة .. المبادرة السعودية تضمنت وقف شامل لإطلاق النار ، وفتح مطار صنعاء الدولي ، وتشغيل ميناء الحديدة وإيداع الجمارك والإيرادات في حساب مصرفي مشترك بالبنك المركزي . وقال الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد في صفحته الرسمية بتويتر أن الكرة الآن بيد الولاياتالمتحدة ، التي رفعت جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب ، مضيفًا أن بلاده فعلت ما عليها وأثبتت مالم يكن يحتاج إلى إثبات وهو أنها تحارب الحوثيين على حدودها حسب تغريدته . رفض حوثي.. أعلنت جماعة الحوثي وعبر ناطقها الرسمي محمد عبد السلام رفضها التام للمبادرة السعودية ، كونها لم تقدم أي شيء جديد ، وماهي إلا مضيعة للوقت حسب قوله ، واضاف محمد عبد السلام، كبير المفاوضين الحوثيين، إن الجماعة ستواصل المحادثات مع الرياض ومسقط وواشنطن في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام . وأشار عبد السلام لرويترز إن فتح المطارات والموانئ حق إنساني ويجب ألا يستخدم كأداة ضغط من قبل السعودية . يرى مراقبون أن رفض الحوثي للمبادرة يقوض من عملية السلام في اليمن ، وجاء لعدم قدرته على اقتحام محافظة مأرب ، ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي مفاوضات مقبلة ، في ظل عزم إدارة الرئيس بايدن الجلوس على طاولة الحوار للدفع بالحل السياسي ، لكن المعارك مازالت على أشدها في عدة جبهات مأرب . فيما ينظر بعض المحليين السياسيين أن إقتراح السعودية لوقف الحرب في اليمن يأتي وسط تصاعد الضربات الصاروخية والطائرات المسيرةعلى المناطقِ النفطيةِ ، والتي تخاف السعودية من تزايد الاستهداف ، والذي سيجر بها إلى المزيد من الخسارات بحرب اليمن .
ترحيب حكومي ودولي .. رحبت الحكومة اليمنية عبر بيان صادر عن وزارة الخارجية بالمبادرة السعودية ، وقالت إن موقفها ثابت وتعبر عنه في كل نداءات السلام ومحطات التفاوض، لتخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين. ورحبت كلا من دولتي الإمارات ومصر وقطر والسودان والكويت والبحرين وعمان وبريطانيا والصين عبر سفارتها باليمن . فأما المبعوث الأمريكي فرحب باستجابة السعودية والحكومة الشرعية لجهود إنهاء الصراع في اليمن ، قال إنه يأمل أن تستكمل الأطراف اليمنية مناقشة بقية التفاصيل للوصول إلى السلام. تشهدُ اليمنُ حربًا ضروسًا على مدى ست سنوات ، ويعيش معظم اليمنيين أوضاع معيشية صعبة، جراء الإقتتال الذي سبب إنهيار لقيمةِ العملةِ المحليةِ مقابل الدولار ، والمصنف من قبل منظمة الأممالمتحدة بأسوء أزمة إنسانية بالعالم .