المبادرة الأخيرة التي قدمتها السعودية من أجل وقف إطلاق النار في اليمن ، التي فيها دعت الحوثيين إلى قبول المبادرة ، كما دعت الأطراف اليمنية إلى الجلوس على طاولة الحوار من أجل إحلال السلام في اليمن والمنطقة العربية ، في هذه المبادرة يتبين مدى إختراق الإخوان للقرار السياسي السعودي ، الذي أتى أمتدادا للإختراقات السابقة سياسيا وعسكريا وإعلاميا ، التي فيها ومن خلالها حاول حزب الإصلاح الإخواني استغلال تلك الإختراقات للسيطرة على عدن محاولا القضاء على المجلس الانتقالي الممثل الشرعي للثورة الجنوبية الهادفة إلى استعادة الدولة الجنوبية عن طريق محاولة هزيمة وتهميش قواته المسلحة المستميتة دفاعا عن الجنوب وثورته ومجلسه السياسي الانتقالي ، وما تلك التوجهات الإصلاحية المخالفة لأهداف عاصفة الحزم التي يحاول الإصلاح استغلالها ضد الجنوب ماهي في حقيقة أمرها إلا طعنات إصلاحية إخوانية غادرة في ظهر قائدة التحالف ضد الحوثيين . توالي طعنات إصلاح اليمن الإخواني في ظهر السعودية تبدو واضحة في اختراق الرأي الإصلاحي الإخواني للمبادرة السعودية المقدمة مؤخرا ، وذلك من خلال تشديد المبادرة على أن يكون حل السلام في اليمن وفقا لقرار مجلس الأمن2216 وعلى المبادرة الخليجية وعلى مخرجات الحوار اليمني ، هذه المرجعيات الثلاث دائماً والإصلاح هو الطرف الوحيد المتمسك بها والذي لا يريد اي حل في اليمن إلا وفقها حتى وإن كان تمسكه ذاك زورا وكذبا ، والذي هو معلوم أن ظهور أطراف أخرى قوية على الساحة السياسية والعسكرية اليمنية استطاعت أن تحل محل الشرعية الهاربة ، وتمتلك تأييدا شعبيا ، التي لايمكن تجاوزها ولايمكن فرض أي حلول للاستقرار والسلام في اليمن إلا برضاها وبموافقتها ، أطراف لاتعترف بالمرجعيات الثلاث كأساس لأي حل على ضوئه يمكن التوصل إلى وقف إطلاق النار في اليمن ، يتبين مقدما فشل المبادرة السعودية ، لحيث وتلك الأطراف القوية الفارضة نفسها على الواقع لها أهداف أخرى تريد تحقيقها ، أهداف مغايرة تماما لما تنص عليه المرجعيات الثلاث . وما مسارعة ماتسمى حكومة الشرعية إلى الموافقة الفورية على المبادرة السعودية حتى قبل أن تنظر في حبرها ، إلا من أجل الطعن اكثر في ظهر السعودية ، حيث يتأتى هذا الإسراع فقط من أجل وضع السعوديه مجددا في خانة الهزيمة والفشل وفي موقف ضعيف كما وضعوها من قبل خلال حرب الست سنوات ، كونهم يعلمون ويعرفون يقينا مدى قوة الأطراف الموجودة على الساحة اليمنية شمالا وجنوبا ومدى قوة رفضهم للمرجعيات الثلاث وخاصة في الجنوب ، وبما أن هذه المبادرة الاخيرة مفصلة حسب مقاسهم يكونون قد استطاعوا أن يضعوا السعودية ايضا في موضع المتنكر للانتصارات التي حققتها عاصفة الحزم في المحافظات الجنوبية وذلك بتنكر المبادرة للقضية الجنوبية وعدم ذكرها كطرف رئيسي وقوي يجب فرضه على طاولة الحوارات اليمنية ، لهذا فإن استمرار السعودية الانصياع لحياكة مؤامرات الإخوان ضد الجنوب في هذه المبادرة وفي أي مبادرات أخرى سيفقدها قوتها المستمدة من انتصارات الجنوب ضد الحوثيين وستكون مبادرتها هذه الداعية فيها الحوثيين إلى القبول من أجل وقف إطلاق النار بلا معنى وبلا قوة في نظر الحوثيين وفي موقف ضعيف جدا يقابله رفض حوثي قوي لإدراك الحوثيين أن قوة عاصفة الحزم لم تكن إلا بانتصارات الجنوب عليهم . أن نجاح جدية السعودية في أي مبادرة تقدمها من أجل وقف إطلاق النار في اليمن يجب أن تكون مراعية لمطالب جميع القوى والأطراف اليمنية واهدافها خاصة الفارضة نفسها على أرض الواقع ، وليس لسان حال لحزب الإصلاح الإخواني ومشاريعه التدميرية في الجنوب والمنطقة العربية .