لأن الصراع له أبعاد خارجية تماما ولهذا نستطيع القول إنه لن يحدث أي تقدم بالملف اليمني إلا إذا حدث تقدم بالملف النووي الإيراني الأمريكي هذا من جانب! ثانيا: أن يحدث تقارب في العلاقات السعودية الإيرانية؟ وعلى ضوء ذلك يأتي التوافق حول الملف اليمني المرتبط حقيقة بالصراع الإقليمي والدولي!. ومن هنا فالمبادرة السعودية حول وقف الحرب في اليمن لن تحدث فارقا كبيرا في إنهاء حرب اليمن قبل حل الملفات العالقة بين الأمريكان والإيرانيين حول الملف النووي الإيراني وبين الإيرانيين والسعوديين حول القضايا العالقة في المنطقة ونعني مشكلة الصراع في العراق وسوريا ولبنان ومنها اليمن ومن ثم فإن بناء الآمال على المبادرة السعودية لتحريك الملف اليمني والدفع به نحو الحل النهائي سابق لأوانه لكنه يمضي بالاتجاه الصحيح أو هو خطوة كبيرة نحو البداية ستتلوها خطوات كبيرة مستقبلا على الرغم من رد الحوثيين بضرب الأراضي السعودية. وتحقيقه أن المبادرة السعودية لوقف الحرب في اليمن جاءت من طرف واحد أو هكذا اعتبرها الطرف الآخر (تكتيكا) المراد منه تخفيف الأزمة السعودية الأمريكية حول عدة قضايا منها قضايا سعودية داخلية ومنها قضية الحرب اليمنية وأزمة السعودية في عدم حسم الصراع اليمني لصالحها وإشكالية تعميق أزمة تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن فلهذا ذهب الأخر نحو التشكيك بها وإرسال رسائل على لسان قادة الحركة وحلفائهم الإقليميين بأنها غير كافية ولم تقدم أي جديد. مشكلة الملف اليمني أنه ارتبط بالملفات الإقليمية والصراعات الخارجية وأصبحت القضايا والشعارات التي تحملها القوى السياسية اليمنية وتتصارع باسمها مجرد معاول لهدم وتكسير الروابط الوطنية وقتل وتجويع الإنسان اليمني شمالا وجنوبا. وبقدر ما كان مشكلة الملف اليمني ارتباطه بالصراع الخارجي فإن مشكلة ارتباط القوى السياسية اليمنية بالخارج كان أكبر وأخطر على سبيل المثال رفض ومباركة المبادرة السعودية من قبل القوى السياسية اليمنية كان بالأساس ورقة ضغط بيد الخارج لتحسين وضع تلك الجهات الإقليمية في قضاياها المحلية والإقليمية والدولية وهو الشيء الذي افتقرت إليه تلك القوى اليمنية حول أخذ المبادرة كفرصة من أجل العمل على إنهاء التدخل الخارجي في الشأن اليمني ومن ثم تقريب وجهات النظر بين تلك القوى وخلق طريق جديد نحو العمل على التوافق بعيدا عن الخارج الذي يستغلها من أجل تنفيذ مشاريعه ومصالحه. وهو ما يعني أن أي مبادرة الآن أو في المستقبل لحل النزاع في اليمن عبر أي تسوية سياسية أحادية سواء قدمتها السعودية أو كانت إقليمية من دولة أخرى من غير طرفي التحالف أو قدمها أحد أطراف الصراع في الداخل أو قدمتها دولة أجنبية أو حتى تبناها المجتمع الدولي قبل التسوية بين الأمريكان والإيرانيين أو التسوية بين السعودية وإيران ستكون غير قابلة للنجاح وسيكون مصيرها الفشل كما حدث للمبادرة الأخيرة التي قدمتها السعودية قبل أيام لإنهاء الحرب في اليمن وقد كان جواب الحوثيين على المبادرة بضرب الأرضي السعودية أكبر دليل على فشل المبادرة بل وكان دليلا واضحا على صحة ما نقوله من أن الصراع اليمني مرتبط بقضايا هي بالأصل موجودة خارج حدود اليمن ويتم تصفيتها هنا. د / علي جارالله اليافعي