أكد أكاديمي سعودي ان " ما وصلتْ إليه الأوضاع في اليمن لا يسعد أي شخص حريص على اليمن وشعبه، حيث بدأت الأمور تنزلق إلى مرحلة الفوضى بسبب التصعيد الذي يقوم به زعيم جماعة الحوثيين تجاه الحكومة اليمنية التي حاولت بكل الوسائل والسبل احتواء الموقف معه، والنزول لمطالبه في كثير من الأحيان، لكن يبدو أنه ينفذ أمراً متفقاً عليه مع قوى خارج اليمن، وبالتحديد إيران التي لا تزال تتدخل في الشؤون اليمنية الداخلية وبكل وضوح ومن دون مواربة، وكذلك في مناطق أخرى من الوطن العربي، وهو ما أشار إليه الرئيس عبدربه منصور هادي عدة مرات، متهماً إياها بالتدخل في اليمن". وقال الأكاديمي السعودي علي العنزي في مقالة نشرتها يومية الحياة " بالعودة للوراء، وبالتحديد قبل سنتين، كان للمبادرة الخليجية دور رئيس في تجنيب اليمن الانزلاق في الحرب الأهلية والفوضى، فمنذ الاتفاق على بنود المبادرة الخليجية بين جميع الأطراف اليمنية، واليمن يصارع الخلافات بين مختلف الفرقاء الذين يحاول بعضهم إفشال هذه المبادرة التي كانت حبل إنقاذ لليمن من الفوضى والحرب الأهلية التي لن يستفيد منها أحد في اليمن أو في الوطن العربي، وحظيت تلك المبادرة بمباركة دولية، ولاسيما من مجلس الأمن الدولي، لكن يبدو أن جماعة الحوثي لم ترق لهم المبادرة الخليجية؛ لأنها تضع اليمن على طريق الحل السياسي وهم لا يريدون الحل السياسي الذي يحفظ لليمن مقدراته وشعبه ووحدته وعروبته، واستغلوا الخلافات بين مكونات الشعب اليمني، وكذلك وجود فراغ أمني، وضعف في سيطرة الدولة في العديد من المناطق، لذلك بدأوا برفع سقف مطالبهم إلى درجة التعجيز بالنسبة إلى الدولة، وكأنهم يدفعون الجميع إلى المواجهة، التي هم يريدونها ويسعون لها بكل الوسائل".
وقال " لقد كان من ضمن بنود المبادرة الخليجية: قيام حوار وطني بين مختلف الأطراف اليمنية، ينتهي باتفاق على شكل النظام السياسي والدولة اليمنية، وقد تم الاتفاق في العاشر من شباط (فبراير) عام 2014، بين جميع الأطراف على شكل الحكومة والأقاليم في اليمن، إذ أصبح اليمن دولة اتحادية من ستة أقاليم، اثنان منها في الجنوب وأربعة في الشمال، بعد أن كان لحقبة طويلة 22 محافظة، وسيتمتع كل إقليم بصلاحيات واسعة على صعيد الإدارة المحلية، ولاسيما في الجوانب الاقتصادية والأمنية والوظائف العامة وتحديد عاصمة كل إقليم وبرلمان وحكومة مصغرة له، على أن يتم نقل السلطات من الحكومة المركزية إلى الحكومات الإقليمية".
واضاف" لكن تلك المبادرة والاتفاق الذي تم بعد الحوار الوطني لم يرضِ جماعة الحوثيين، لذلك لا بد للمراقب أو المحلل من البحث عن سبب التصعيد من هذه الجماعة، فيرى العديد من المراقبين والمحللين أن هدف الحوثيين بدأ يبرز بشكل واضح بعد اتفاق اليمنيين على شكل الحكومة والأقاليم في اليمن، التي لم تتماشَ مع أهدافهم، وهو الحصول على منفذ بحري لمناطق نفوذهم أو إقليمهم يساعدهم على التواصل مع داعميهم في الخارج، فتم استغلال ضعف الوضع السياسي في اليمن وتمددوا تجاه العاصمة للضغط على الحكومة لتلبية مطالبهم، وتذرعوا بقرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات، وبدأوا يحركون الشارع ويؤلبونه ضد الحكومة، مع زيادة الضغط العسكري في محافظة الجوفوصنعاء".
وذكر الأكاديمي ان " احتلال مدينة عمران القريبة من صنعاء، ومعقل آل الأحمر كان أكبر دليل على اتجاههم لاحتلال العاصمة، وهو ما حدث الآن، حيث أقفلوا الشوارع ودعوا إلى عصيان مدني، ومن ثم شل الحكومة والانقضاض على الدولة ومكوناتها من خلال استغلال الوضع السياسي والاقتصادي والعسكري، واتبعوا استراتيجية التصعيد من خلال المظاهرات التي يطلقون عليها سلمية، ومحاولة استفزاز الحكومة لجرها إلى مواجهة، تؤدي إلى زعزعة استقرار اليمن وإفراغه من السفارات الأجنبية، وهي استراتيجية خطيرة جداً على اليمن من الناحية السياسية، فمغادرة السفراء الأجانب هي مؤشر على عم الاستقرار في البلد، وكذلك عدم الاهتمام الدولي به".
وأكد ان " الضغط الذي يمارس من الحوثيين واضح أنه يخدم جهات لها ملفات عالقة، وهنا أقصد إيران، فهل الحوثيون هم ورقة تستخدم لتحقيق مآرب إيرانية؟ يبدو أن الإجابة واضحة وسهلة، فكل الدلائل والمؤشرات تدل على أنهم ورقة إيرانية، وكذاك حزب الله في لبنان، تستخدم هذه الأوراق في المفاوضات حول الملفات العالقة بين إيران والغرب، وأهمها الملف النووي، وكذلك من الواضح أن المشروع الإيراني في اليمن هدفه الضغط على المملكة ودول الخليج للتراجع عن مواقفها تجاه قضايا معينة، وفي مناطق محددة كذلك في الوطن العربي، وجعل اليمن منطقة غير مستقرة على حدود المملكة الجنوبية، حتى تستطيع إيران أن تنفذ للجسد العربي من الجنوب مثلما نفذت في العراق وسورية ولبنان".
واضاف " لقد كان لاستراتيجية إقناع الآخرين بأنهم لا يبحثون عن المناصب والحصول على الحقائب الوزارية الأثر الكبير في خداع العديد من اليمنيين، لكن الحقيقة هي أنهم يريدون أن يتحكموا بالحكومة اليمنية، كيفما شاءوا، ومثلما يفعل حزب الله في لبنان، لذلك ستكون هناك آثار سلبية جداً لعدم استقرار اليمن على المملكة العربية السعودية، وعلى دول الخليج العربي، وعلى المنطقة العربية بشكل عام، وستظهر آثارها بشكل آني، وهو ما يحتم على الجميع الوقوف في وجه التمدد الإيراني في المنطقة العربية، والذي بدى واضحاً من التصعيد الذي يتبعه الحوثيون في اليمن، فاليمن بحاجة إلى دعم سياسي واقتصادي وحتى عسكري للخروج من أزمته وتقليص أو القضاء على التدخل والنفوذ الخارجي".
وقال ان " اليمن، وبكل مكوناته، بحاجة إلى الوقوف معه بقوة وحزم، فترك اليمن وحيداً خطأ استراتيجي بالنسبة إلى الدول العربية ولاسيما دول الخليج".
تعليقات القراء 122198 [1] اليمن في حاجة لدعم حقيقي السبت 13 سبتمبر 2014 ليث بن لحمان | الجنوب اليمن في حاجة الى دعم حقيقي ونوايا صادقة وحسنه تنتشله من الدوامه العبثيه ومن الذئاب المفترسه في الداخل والخارج نريد وقفة اخ صادق وصدوق والمد طال السواحل ويكاد ان يتمدد الى البندر والله يستر من تواليها عليكم ان تعتبرون من الدروس التي ترونها وتحسونها بايديكم وقد لسعت جلودكم شرره الله ينجيكم من شره اللهم اني بلغت اللهم فشهد 122198 [2] تغريد خارج السرب السبت 13 سبتمبر 2014 الحاج علي محسن ناجي الحيدري | عدنابين لم يتحدث هذا الكويتب عن مسالة وقضية وهي المسالة والقضية الجنوبية الذي اهملها ومملكتة ودول خليجة وصاروا يتحدثوا عن قضية واحدة فقط هي قضية الحوثي والتدخل الايراني ان نسيان اهم قضية ن يحل الامور في الجمهورية العربية اليمنية بل ستؤجج طالماوالجنوبيون قضيتهم الاهم من كل القضايا مهمشة من قبل الدولة السعودية وعربان الخليج من اجل انتحثوا عن حلول اوجدوا حل للجنوبيين وستحل كل القضايا وطالما القضية الجنوبية بدون حل فلا سلام ولا هدؤ سيشهدة الخليج والسعودية والجمهورية العربية اليمنية وانتم راجعوا انفسكم سريعا لان كل ماقلتة يامن تدعي الاكاديمية هو تغريد خارج السرب. 122198 [3] أكاديمي مولع بالعدس الحلبة السبت 13 سبتمبر 2014 سغسد الحضرمي | حضرموت المثل المصري يقول (إللي ما يعرفش يقول عدس) والمثل الحضرمي يقول (إللي ما درى يقول حلبة).. الكاتب الأكاديمي السعودي يكتب عن مشاكل اليمن من خلال المصلحة السعودية والخليجية، ومن حقه أن يفعل ذلك، ولكن موضوعه سيكون غير منطقي وناقص علمياً، وهو أكاديمي أكيد مهتم بالمنطق والعلم، حيث أنه لم يذكر أهم مشكلة تواجه اليمن والمنطقة بأسرها، أما الصراع المسلح في اليمن الشمالي، فيمكن حله إذا أرضينا الطرفين المسلحين، وهو صراع لن ينتهي ما بقى السلاح الثقيل بيد الطرفين خارج سيطرة الدولة الضعيفة التي هي غير مستقلة وتحت الوصاية الدولية.. ربما الكاتب لا يعرف أن اليمن هذا كان يمنان، دولتان مستقلتان هما ال (ج ع ي- وعاصمتها صنعاء) و (ج ي د ش- وعاصمتها عدن)، وكلا الدولتان كانتا عضوين في الأممالمتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ثم إتحدتا عام 1990م، ولم تستمر وحدتهما أكثر من أربع سنوات، ثم إندلعت بينهما حرب عام 1994م، والعجيب أن السعودية و دول الخليج عدا قطر كانت واقفة إلى جانب الشعب الجنوبي في تلك الحرب، ولكن إستطاعت جيوش اليمن الشمالي أن تجتاح أراضي اليمن الجنوبي، وبعد الحرب دمّر المنتصرون دولة الجنوب وأحتلوها عسكرياً لدرجة أن مخافر الشرطة في عدن والمكلا وكل مدن الجنوب، أصبح يديرها ضباط وجنود يمنيين شماليين، والآن، ويا للعجب واقفة السعودية و دول الخليج إلى جانب الوحدة الظالمة (أي إلى جانب الإحتلال اليمني الشمالي للجنوب).. إن الصراع المسلح بين الحوثي وحزب الإصلاح التكفيري (حليف السعودية) هو مشكلة يمنية شمالية ولا دخل للشعب الجنوبي بها.. وإذا تم حل مشكلة الحوثيين، بأي شكل من الأشكال، ستبقى القضية الجنوبية، وهذه لن يستطيع أحد أن يحلها إلا بإستعادة الشعب الجنوبي لكامل حقوقه الشرعية المغتصبة بالحرب، وفي مقدمة تلك الحقوق، حقه في إستعادة دولته، فالوحدة لا يمكن أن تنجح بالقوة العسكرية، ولابد أن الشعب الجنوبي سيلجأ إلى الشيطان كي يستعيد كامل حقوقه المغتصبة..