هكذا وبكل بساطة معد التقرير الاقتصادي الاممي عن اليمن يفاجأ العالم بتقديم استقالته وتراجعه عن فضح الفساد المهول في الوديعة السعودية لليمن الذي اتهم فيه صراحةً قيادات في الشرعية بالضلوع في عملية غسيل اموال مهولة ووجه جل اتهاماته للقائمين على البنك المركزي اليمني ومشاركة البنك الاهلي السعودي بكلمات واضحات لا تحتمل اللبس. الاستقالة المفاجئة بعد اشهر من الاتهامات الصارخة والواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار تحمل في طياتها علامات استفهام مثيرة وكبيرة..!! لا بل تحمل مؤشرات مرعبة بان القادم اسوا وان اليمن اصبح كعكة دسمة للطامعين من الداخل والخارج لا اكثر وان المال المدنس يذل اعناق الاممالمتحدة على جلالة قدرها. فمن غير المنطق ان تقدم لجنة الخبراء تقريراً رسمياً موثقاً بعد عمليات بحث وتدقيق ووجود وثائق دامغة على عمليات الفساد وغسيل الاموال، ثم فجأة يقدم رئيسها استقالته معللاً السبب بان المعلومات كانت غير صحيحة !!. كل تلك الجهود والاموال المصروفة عليها لفترة تحري وبحث ليست بالقصيرة تصبح في غمضة عين خاطئة...!! وامال كانت اللجنة تقرس بصل وكتب لها التقرير دون علمها والا ايييه يابهوات.؟! احترموا عقولنا ياناس شوي،ما معقول ان يقدم تقرير دولي اشترك في اعداده فريق متخصص ودام العمل شهوراً ان لم يكن سنوات حتي استكمل التقرير وقدم للأمم المتحدة ثم بقدرة قادر يتم التخلي عنه واعتبار المعلومات الواردة فيه خاطئة هذه لعبة اطفال لاتنطلي على عاقل. والتحليل من معطيات الاحداث ان اليمن اصبحت ساحة مستباحة للنهب والسلب وحين عرضت الاغراءات التي يسيل لها اللعاب على الأممالمتحدة تخلت الاخيرة عن مصداقيتها مقابل المال المدنس حين راوا ان اليمن بلد لا حماية له وان الكل ضالع في نهبه طالما اصبح كالمال السائب. هذا هو التحليل المنطقي لاستقالة رئيس الفريق كي ينال هو ومرؤوسيه مبتغاهم. حقاً انها مأساة شعب تكالبت عليه الخصوم والاطماع كما تتكالب الاكلة على قصعتها وصدق من قال: ان المال السائب يدعو للسرقة.