غيب الموت ظهر اليوم الخميس رجل البر والإحسان الحاج حزام مانع السروي إثر تعرضه لحالة مرضية غريبة مكث خلالها لأيام في احد مشافي العاصمة عدن عن عمر يناهز 65 عاماً قضاه في خدمة الوطن بمجال العمل الخيري والإنساني. الحاج حزام مانع السروي من ابناء مديرية المسيمير الحواشب محافظة لحج، ويعد من القلائل الذين اثروا الحياة بالكثير من الإسهامات والمناقب الخيرية والإنسانية التي لن تمحى وسيظل أثرها خالداً مدى الأزمان، تميز الحاج حزام مانع بإرتباطه الوثيق بفعل الخير وتلمس وسد أحتياجات الفقراء والمعدمين والأيتام والمساكين والمستضعفين ومن تقطعت بهم سبل الحياة، كما انه كان طوال حياته نصيراً للمظلومين والمقهورين والمكلومين. أتصف الفقيد الحاج حزام مانع السروي بكافة سجايا الرجولة والإنسانية، فقد كان يحمل قلباً رحيماً متميزاً بشيمه التواضع والعطف على الضعفاء والمساكين، كان رجلاً لا يخاف في قول الحق لومة لائم، يناهض الفساد والظلم والجبروت والطغيان ويمشي بثبات الرأي السديد والوسطية والإعتدال في مسار حياته وهو ما جعله محل أحترام وتقدير وقبول الجميع. كما عرف الفقيد بنظرته الثاقبة تجاه ما يعانيه الناس من أوجاع وآلام ومشاكل وهموم هذه النظرة التي لا تعرف العنصرية او التمييز انطلاقاً من إيمانه التام والمطلق والعميق بقدسية الرسالة التي يحملها على كاهله ويؤديها على الواقع الدنيوي وتقديساً لحرمة الإنسان بإعتباره أغلى رأسمال وأساس التنمية والعامل الرئيس في التغيير وبناء المجتمعات والأمم والأوطان والحضارات، هذا التتميز في سلوكيات "أبو المساكين وعميد الخيرين" في الحواشب ونواحيها الرجل الإنسان "حزام مانع السروي" نابع من القيم والمبادئ الأصيلة والأخلاق الرفيعة والفاضلة التي تحلى بها والتربية الحسنة التي اكتسبها بالفطرة وصقلتها تجارب الحياة والمعاناة التي جعلت منه انساناً لا يرى الراحة والإطمئنان إلا حينما يتلمس أحوال واوضاع المساكين والمستضعفين والمعوزين. ظل الفقيد فاتحاً ذراعيه لإحتواء هموم وآلام وغموم وأحزان الصغير والكبير من كافة الشرائح والفئات المعدمة، وكان نموذجاً للإنسان الذي سخر كل حياته ووقته وماله وسنين عمره لخدمة الآخرين وتقديم أشكال الدعم والمساعدة للمحتاجين والغلابى والثكالى ومن تكدرت بهم الحياة، فقد كان الفقيد الراحل مأوى يتدفق اليه أفواجاً من الناس طلباً للمساعدة وكان لايتوانى لحظة وأحدة عن تقديم المساعدة ومد يد العون المادي والعيني والإرشادي اليهم ليرجع الكل مسرورين ومحملين بما يبتغوه من زاد وطلب. تحمل الفقيد الحاج حزام مانع الكثير من المصاعب والمتاعب والإحراجات خلال حياته واثناء متابعاته لقضايا وهموم واحتياجات الناس المظلومين والمحرومين الذين قست عليهم ظروف الحياة القاهرة ومنعتهم من ان ينالوا ما يريدون ويحظوا بما لهم من حقوق وآمال، وكان يبذل كل جهوده ومساعيه لرسم البسمة وإسعاد الآخرين على حساب رأحته وسعادته وعمله وإلتزاماته تجاه نفسه وأفراد أسرته وأهل بيته. برز الفقيد حزام مانع السروي بإشراقات إنسانية مضيئة ترسخت في أنصع صفات ذلك تاريخ حياته المشرف الذي طالما خط ملامح البهجة والسرور في وجنات من أرهق كاهلهم شظف العيش وأظناهم الشقاء والعناء والتعب وضيق الحال، فسيظل هذا الرجل نبراساً خالداً يستنير بضيائه من أظلمت عليهم دروب الحياة، وسيظل رمزاً للسيرة الطيبة والعطرة وعنواناً للعطاء السخي والجازل وميداناً لكل الأعمال والمشاريع الخيرية في هذا الوطن، كما سيظل الفقيد الحاج حزام مانع أيقونة حياة في قلوب الأيتام والأرامل والعجزة والثكالى والفقراء والمكلومين ومن اكتوى بنيران الحياة، ستظل يده الحنون ذكرى تتلمس أوجاع المستضعفين وآلام المساكين وبلسماً لجراح المقهورين، ستظل أعماله الخيرية والإنسانية سبباً لبقاء الإبتسامة على شفاه اليتامى والمقطوعين، وستبقى أسهاماته الخالدة غيثاً يزيل أحزان المظلومين، ستظل المساجد ودور العلم والعبادة وغيرها من مراكز ذكر الله والعلوم الشرعية التي قام ببنائها او أشرف على تشييدها تنتصب مدى الدهر لتذكر جميع من في الدنيا ببصمات هذا الإنسان الزاهد والورع، ستبقى بصماته الجليلة ومشاريعه الإغاثية التي أنتفع وينتفع بها الناس تشهد على عطاءاته التي لاتفنى. يعتبر الفقيد من القلائل الذين تميزوا بروح الوطنية والنزاهة والعفه والأخلاق العالية والتواضع الجم بجانب الشمائل الحميدة والسجايا الفاضلة التي قلما تجتمع معاً في شخص وأحد، ظل في الحياة مضرباً لأروع الأمثلة في البذل والعطاء والسخاء في سبيل الله، فقد كان من السباقين في الإنفاق مما اعطاه الله ليمسح بلمساته الإنسانية الكريمة دموع اليتم من مآقي الأيتام ويزيل مشاعر الأسى من قلب المكلوم، عقود من الزمن ظل فيها هذا الرجل "الإنسان" ملتزماً بقيم العطاء وثابتاً على مبادئ تلمس مطالب وهموم ومعاناة البسطاء، أنفق بتكتم حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه سائراً على هذا الدرب المميز حتى فاضت روحه الطاهرة الى بارئها. وبهذا المصاب الأليم نتقدم بأصدق العزاء والمواساة الى أسرة الفقيد وأقاربه، سأئلين المولى العلي القدير بان يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة، وان يسكنه فسيح جناته، وان يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا اليه راجعون. *من محمد مرشد عقابي