شتان بين الرؤى السياسية للفرقاء في خطاب الميسري فأنصار الانتقالي وجدوا في خطاب الميسري ، بأنه سقط في مستنقع قناة الجزيرة ، وإنه يريد من قوى الشمال بالدخول إلى عدن ، وإن له أطماع في مناصب سياسية مستقبلا ، وإن ألفاظه ليست بمستواه وموقعه الدبلوماسي والوطني، بينما يرى الفريق الآخر بأن خطاب الميسري ، شفاء وسقاء للمواطن المغلوب على أمره من تعسفات من يحكمون عدن ، وكان كافي ووافي وواعي فيكفي الميسري فيه شرفا عند محبيه ، بانتظار خطابه من أيام وليال سبقت موعد برنامج إللقاء به في قناة الجزيرة ، لدرجة جمعت بين محبيه في الأحياء السكنية ، وكأنهم سيتابعون مباراة لنهائي كأس العالم لكرة القدم ، بل يوم خطابه ارتفع سعر القات لأهمية هذا الرجل ، فهم يرونه رجل بحجم وطن ، ولاهميته زاد الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي ، ورغم إنطفاء الكهرباء إلا أن متابعيه وضعوا كل الاحتياطات لسماع خطابه ، وهذه حالة نادرة يتعامل بها ابناء عدن مع رجال السياسة في بلادنا وافتقدوها منذ حقبة من الزمن ، فكادت أن تذكرنا بخطابات الزعماء ، وما أدهشهم في الخطاب أنهم وجدوا الميسري لازالت نبرات الوفاء والشجاعة على لسانه ، رغم بعده الجغرافي عنهم ، فلم يروا في خطابه مأخذ لفظيه ولا معنوية ، فحواره مع مقدم البرنامج هو من أجبره إن لا يكون فيه هدؤ الدبلوماسيين السياسيين ، فكان طرحه لبعض الألفاظ مقتبس من عامة الناس ، فحين قال : عن عيدروس الزبيدي ، بأنه مسكينا، راوأ في هذه اللفظة مدح لعيدروس وليس ذما ، فالمسكين عند عامة الناس ، يعني لا يشعر بمكر الأخرين ، لكن للاسف ، فسرها الآخرون تفسيرا آخر ، وكأنها تصغير وذم لعيدروس الزبيدي ، ولسان حالهم يقول : نحن لسنا ضد الشخصيات بعينها فالميسري كان واضح في كلامه ،صريح في عبارته ، ولعل هفوة ذكره لأبي عيدروس ، ربما هي المأخذ الوحيد في طرح الميسري في البرنامج وإن لم يجمع الجميع في ذلك ، فلكل جواد هفوة ، فالتطبيع مع اليهود ، أغضب وطنية الميسري ، فهم يرون لتلك الهفوات لم يسلم منها زعماء العرب ، ففي خطاباتهم الكثير من المأخذ ، لكنهم صاروا أحياء في قلوب الأمة العربية ، و لربما طرحهم في الخطابات لا يقارن بهفوة طرح الميسري ، فالميسري انتقد الرئاسة والتحالف والانتقالي ، بكل صراحةووضوح ، ومن حنكته السياسية ، دعا المملكة راعية التحالف من الاستفادة من الإخفاقات في هذه الحرب مع الشعب اليمني ، فقد يغيب الميسري من المشهد السياسي جسديا عنهم ، لكن لن يغيب وطنيا في بلد يحتاج لأمثاله فمحبيه ليس لشخصه ، ولكن لمواقفه الوطنية وإن كنت أرى شخصيا إن الميسري ظلم من الرئاسة ومن التحالف ، ومن الانتقالي ، لكون له بصمات في عدن لاتنسى ، لم يعملها غيره ممن كانوا في سدة الحكم والأيام دول