لا يفتقد الناس البدر إلا إذا غاب، واختفى نوره، وبالفعل هذا هو المعاش اليوم في عدن، فعندما غاب الميسري افتقده الجميع حتى أعداؤه افتقدوه، فلقد افتقدت عدن كلها المهندس أحمد بن أحمد الميسري، افتقدنا كلنا الميسري ذلكم الرجل الجسور، والرجل الرشيد، فبغيابه عن عدن غاب نوره، أقصد غابت الكهرباء، وكل الخدمات، فمكان الميسري لا يملؤه أي أحد. وفي الليلة الظلمأ يفتقد البدر، وفي مثل ما نحن فيه يفتقد المهندس أحمد بن أحمد الميسري، أي نعم، فبالله، وتالله، ووالله إننا قد افتقدنا الميسري فكل شيء في عدن تأخر للوراء بسبب غياب البدر الميسري عن عدن، غاب الميسري، فافتقدته عدن كلها، ببحارها، وجبالها، ورمالها، وناسها، وخدماتها. غاب الميسري، وغابت المعاشات، غاب الميسري، وغابت الدولة، غاب الميسري، وتبلطج الرويبضة، فما زال ظل الدولة في عدن لأن المواطن مازال على أمل أن يعود الميسري في يوم من الأيام، ولقد وعدهم الميسري بالعودة وهو يغادر عدن، قالها وهو يغادر، قال بلسانه نحن ذاهبون لنعود، ومازال المواطن على أمل في عودة البدر الذي غاب، ولكن عودته مؤكدة، فمادام الميسري قد وعد بأنه سيعود، فسيعود بمشيئة الله تعالى، سيعود الميسري، وستعود الدولة، ستعود المعاشات للانتظام، وستعود الخدمات، ولن يفرط الرئيس هادي في رجاله، وسيعود الميسري قوياً كما عهدناه. أمثال الميسري لا يفرط فيه أحد، ولن يفرط فيه الرئيس هادي، لأن هادي يعرف قيمة الرجال، وله فراسة فيهم، سيعود المهندس أحمد بن أحمد الميسري، وستعود عدن كما كانت مزدانة بكل الخدمات. لن يفرط هادي في الميسري، ولن يرضى الوطنيون بأن يغادر الميسري الساحة السياسية، فالميسري غادر ليعود، ووعد الحر دين، فالبدر سيعود بدراً، والميسري سيعود أملاً لإخراج هذا الوطن من بؤسه، وانهزاميته، فالأحرار يعيشون لأوطانهم، ومهما غاب الأحرار لابد من عودة لهم، ويظل الوطن يحن لهم، وفي الليلة الظلماء يفتقد الميسري.