بعض الرجال يمثلون دولة بكل أركانها، ولهم في قلوب الناس محبة، وقبولاً، وهذا هو حال المهندس أحمد الميسري نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية، فهذا الرجل عندما كان في عدن كانت الدولة حاضرة، وعندما غاب الميسري عن عدن غابت الدولة، وأصبحت عدن تحن لأيام الميسري، وتشكو غيابه، نعم يا سادة عدن تشكو من غياب الميسري، ولا تطلب سواه. أحمد الميسري تشكو عدن غيابه، ويحن المواطن في عدن لأيامه، فعندما تتجول هذه الأيام في عدن تحس بأهمية الميسري، وضرورة عودته، فلقد كان الميسري خير ممثل للدولة، بل هو الدولة بعينها، وشحمها، ولحمها، فعندما غاب الميسري، غابت الخدمات سريعاً، وكادت أن تنتهي، بل أنها قد انتهت بغيابه عن عدن، فهل من عودة قريبة للميسري؟ عندما كان الميسري في العاصمة عدن، كنا نشتم رائحة الدولة، وكنا نحس أن هناك مسؤول يعالج قضايا المواطنين، وكانت معاشات وزارته منتظمة، فغاب الميسري، وغاب معه كل جميل، غاب الميسري، فغاب النظام، غابت الدولة بغياب الميسري، فهو ممثلها، وعنوانها العريض، فهل من عودة قريبة للميسري لتعود الدولة؟ مازالت عدن تنتظر عودة رجلها الأول، فما حدث في عدن بعد مغادرة الميسري يعد كارثة بكل مقاييس الكوارث، ولهذا يمكننا القول إن الميسري رجل بمواصفات دولة متكاملة، فعندما غاب عن عدن، افتقدته جبالها، وبحارها، ومواطنوها حتى الخدمات افتقدته، فغابت لغيابه، وأصبحت عدن بدون الميسري بمثابة سجن، وأي سجن أظلم من مدينة لا توجد فيها كهرباء في ظل حرارة صيف عالية؟ أي سجن أضيق من مدينة لا مياه فيها، ولا طرقات، ولا تعليم؟ وفوق هذا تسيد على رقاب المواطنين البلاطجة الذين لا يبحثون إلا عن البسط، والبسط فقط، فأين الميسري؟ ومتى سيعود، لتعود الحياة لعدن؟ فعدن تشكو من غيابه، وتحن لأيامه، وهي بحاجة إليه، ليحميها من لآم القوم. يا سادة عدن بحاجة لرجل قوي، وأمين، وهاتان الصفتان تتحققان في ذئب عله، وشجاعها، وأمينها المهندس أحمد بن أحمد الميسري، ولهذا لا بد من عودته، لتعود الحياة لعدن، فمازال في عدن عرق ينبض، فهل سيعود الميسري قبل توقفه؟