غاب المهندس أحمد بن أحمد الميسري عن التشكيل الحكومي، ولكنه لم يغب من قلوب محبيه، ولم يغب من قلب كل وطني، غاب الميسري فجاءت حكومة مناصفة، أو حكومة محاصصة، نتمنى أن تخرج المواطن مما هو فيه، ولكن وجود أمثال الميسري فيها كان سيزيدها زخماً، وهيبة، غاب الميسري، فغابت معه أحلام التواقين لبناء وطن له سيادة، غاب الميسري وظل حضوره في قلوبنا. غاب الميسري عن حكومة المناصفة، والمحاصصة، حكومة من عنوانها يبدو أنه سيصيبها الانقسام، ومن تقسيماتها يتضح تصدعها، فلن يتوافق أعضاؤها، فكل عضو جاء لينفذ أجندات من أتى به، لهذا فهي حكومة بحاجة للتوازن بين أعضائها، لأن الميسري الذي كنا نراهن عليه قد غاب، غاب الميسري عن التشكيل الوزاري، ولم يغب من قلوب محبيه. فيا له من صنديد، ويا له من رجل قد جعل همه سيادة وطنه، لهذا تمسك بمواقفه، وحاول بعضهم التشكيك في مواقف هذا الرجل، فمنهم من ذهب إلى رفض الميسري لقرار تغييره، ولكن تهنئته للخلف يدل على قبوله للتغيير ما دام في ذلك حقناً للدماء، وتحريك عجلة التنمية، فالميسري ليس من الذين يبحثون عن مناصب، فالرجل يبحث عن سيادة فهل تفهمون ماذا تعني السيادة؟ وذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، وتحدثوا عن خلاف بين الميسري والرئيس، وهذا اصطياد في مياه عكرة، فالرجل لا يبالي بالمناصب، وقد عرضت عليه المناصب، والأموال، ولكن ديدنه كان لا تفريط في السيادة، فالمناصب، والإغراءات هي من بحثت عنه، ولكنه رفضها مقابل سيادة وطنه، فكيف تتصورون أن يكون قرار تغييره سبباً في خلافه مع فخامة الرئيس هادي؟ نعم غاب الميسري كوزير، ولكنه مازال حاضراً كرجل مؤثر في الساحة، فأمثال الميسري رجال دولة، ولا يعني غيابهم عن المناصب أنهم سيستكينون، وسيخضعون، لا، وأقولها لكم وبالفم المليان، الميسري رقم، وسيظل الرقم الصعب الذي يعول عليه الوطن في الحفاظ على السيادة، وسترون تحركاته لخدمة الوطن، فرجال أبين لا يختلفون، بل يسيرون على خط متواز لخدمة الوطن، فانتظروا الميسري في قادم الأيام، وستسمعون تناغم أدوار الميسري مع توجهات فخامة الأخ الرئيس، لأن رجال أبين لا يختلفون، فربما يتعاتبون، ولكنهم يظلون قوة واحدة لخدمة وطنهم، فتحية لمهندس السيادة الوطنية الرجل الصلب المهندس أحمد الميسري.