المتتبع لمواقع التواصل الاجتماعي في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن وامتنا العربية والاسلامية الغراء وما ينشر في مساحتها من اراء وافكار متعددة الطيف من جميع التوجهات والآراء الفكرية ليصاب بالدهشة والاحباط لمستوى اللغة المنحطة التي يتبادل فيها المتواصلون عبر هذه الوسائل في خضم النقاشات الساخنة التي تدور في فلك المشهد الساخن في البلد وياما تمنيت ان تكون تلك اللغة التي ارقبها واتتبع اثرها رغبة في الاشباع والاقناع لا خيبة في التبذل وانحطاط الالفاظ التي ارقتني كثيرا لاسيما وان اراها من طبقة مثقفة كنت ارى ذات يوما انها لي مثلا احتذي واقتدي واسعى لا قلدت لكن اليوم صار لزاما علي مفارقة المقولة التي تعظم الكبير وصاحب الشأن وان اخطأ فبالأخلاق والقيم يرتفع الانسان أيا كان وبدونها يسقط في مستنقع السيئة والرذيلة واي سقوط ان كان ذاك هو الصنف الاخير من هذا الجملة. في مجتمعاتنا يقال ان المشكلة العويصة التي تنغص حياة المجتمع ان نسبة كبيرة من الطبقة (المتعلمة)ينعدم فيها ادنى مستويات الثقافة وهي بحد ذاتها خلقت مشكلة جمة يعاني تبعاتها واثارها مجتمعاتنا النامية لكن ما اثار لهفتي لكتابة هذا المقال هو متابعتي لمنشورات بعضا من زملائي الاعزاء في مهنة صاحبة الجلالة الصحافة اثناء تعارضهن في وجهات النظر ان الكلام والرد ينعدم لادني معاني القيم سباب، وشتم, وقذف، وتشهير وتجريح وما خفي كان عظيما وهؤلاء من يوصفون بكل اسف بالمتنورون فاين النور وسط ظلمة القذف والتشهير والسب والتجريح التي ينبغي ان لا تنسي لبيبا ولا عاقلا انها ستكتب ويسألون عنها يوم العرض على الله فالكلمة لها مالها ولها تبعاتها واثاره الجسيمة الدنيوية والاخروية.
لماذا غابت عند البعض منا معشر السادة قيم واخلاق حميدة كثقافة الاصغاء والتخاطب والرد وتترا تلك القيم التي عز على الكثير من حملة الاقلام في مجتمعنا ان يجعلوها شعارهم ونهجهم في معترك الحياة المهنية ام العامة كانت الى متى يا ترى سيستمر هذا الاسهال في هذه الالفاظ الذي يهدد بضمور جسد المجتمع لتنهار لبنات وقيم تركها سيلقي بالمجتمع الى شفاء الانهيار والتناحر كيف لا والكلمة اصبحت مثل الرصاصة تؤلم وتهلك.
لم يكن هذا ليحصل لولا غياب الوازع الديني لدى ناشرو تلك الالفاظ التي ماتت الضمائر عندهم واصبحوا يبحثون عن المادة لا عن القيمة والمضمون المقنع والذي سيكون وبالا عليهم ذات يوم وما ساعدهم في ذلك غير شبكات التواصل الاجتماعي تعدد الصحف التي راجت في الآونة الاخيرة وهمها المادة غير عابئة ومكترثة بما يحدث حتى جعلت لهم اعمدة يكيلون السباب والتهم بلا حسيب ولا رقيب وهم الذين تحولوا من كتاب في عمود القراء الى كتاب بين عشية وضحاها في عمود الكتاب والصفحات الرئيسية لتلك الصحف ككتاب افتتاحيات والى ما هنالك جراء.. فكبرت انفسهم ورأوا غيرهم يسير في نهج الخطأ وانهم يملكون صك الصواب وقداسة الكلمة والحق وحاشا لله ما هذا بحق ان هذا لمكر مكرتموه والله المستعان على ما تصفون.
يا ترى متى سيفيق ضمائر هؤلاء ان الصحافة امانة ومهنة شريفة هي لسان حال الامة المعبرة عن تطلعاتها لا وسيلة استرزاق اسيء لها بتلك الاعمال المشينة وحطت من قيمة هذه المهنة التي نعتز كثيرا بالانتماء لها وسنسعى بكل ما اوتينا من قوة للدفاع عنها مع الطيبين من عباد الله في ارضه والمخلصين والغيورين على سمعتها ويا هؤلاء كفوا شروركم عن تلويث ثوب السلطة الرابعة النظيف وكفى الله المؤمنين شر القتال وذاك املنا وان تعودوا عدنا وبالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.