تسيطر الموضوعات الاجتماعية والكوميدية والرومانسية على غالبية الأعمال الدرامية المصرية التي يتم حاليا تجهيزها للعرض في شهر رمضان القادم، لكنها لا تخلو من بعض السياسة بعكس ما كان عليه الأمر في العامين الماضيين. وأثرت الأوضاع السياسية المحتدمة في مصر حاليا على تصوير معظم الأعمال الدرامية الرمضانية التي لم ينته عدد كبير منها حتى الآن من التصوير، بينما يخشى البعض أن يتطور الوضع السياسي بما يمنع استكمال التصوير وعرض الأعمال في شهر رمضان. ويعد أبرز الأعمال التي قد تثير جدلا سياسيا مسلسل "الداعية"، من تأليف مدحت العدل، وإخراج محمد جمال العدل، وبطولة هاني سلامة، وبسمة، وأحمد راتب، وهنا شيحة، وأحمد فهمي، ولطفي لبيب، والذي تدور أحداثه حول داعية إسلامي يعمل بإحدى القنوات الفضائية يتعرف على عازفة كمان تتعلق به ويبادلها نفس الشعور، لكن التزامه الديني يقف حائلا بينه وبينها. ويضم المسلسل العديد من الإسقاطات السياسية على الأوضاع الحالية في مصر منذ وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم. واعتبر عدد من الدعاة الدينيين أن المسلسل يهدف إلى الإساءة إلى الدعاة وتوعد بعضهم بمقاضاة الشركة المنتجة. تحدي الإخوان ويواجه مسلسل "أسيا" الذي كتبه عباس أبو الحسن، ويخرجه محمد بكير، وتشارك في بطولته منى زكي، وباسم سمرة، وهاني عادل، ومحمود قابيل، اتهامات أكبر لتعمد صناعه ترويج أخبار عن تحديه لنظام حكم الإخوان المسلمين بحثا عن التسويق. ويدور المسلسل حول فتاة تعمل في الرسم والفنون التشكيلية، لكنها تعاني في حياتها من زوجها الطبيب قبل أن تتعرض لحادثة تفقد على أثرها الذاكرة، فتتغير حياتها تماما لتعمل راقصة بأحد الملاهي الليلية، وتظهر خلال الأحداث بملابس الرقص وتقدم وصلات رقص وسط مخمورين، وهو ما يعتبره البعض غير متناسب مع شهر رمضان. ويرصد مسلسل "موجة حارة" حالة من التربص في عائلة مصرية يعمل أحد أبنائها كضابط شرطة ويستخدم العنف وسيلة للتحقيق مع المتهمين، ويلجأ أحيانا إلى تلفيق الجرائم لهم بينما شقيقه يعتنق الفكر اليساري، ويشارك في التظاهرات المطالبة بوقف قمع الشرطة وتحقيق العدالة الاجتماعية. ولا تدور أحداث مسلسل "العراف"، الذي كتبه يوسف معاطي، ويخرجه رامي إمام، ويقوم ببطولته عادل إمام، وحسين فهمي في إطار سياسي، لكنه يرصد جانبا من قصة حياة محتال محترف يتحول بعد قيام الثورة على الرئيس السابق حسني مبارك إلى العمل بالسياسة ويتولى عددا من المناصب الهامة. ما بعد الثورة وعلى نفس المنوال فإن مسلسل "مشوار فرعون"، من تأليف عمرو الشامي، وياسر عبد المجيد، وإخراج محمد علي، وبطولة خالد صالح، والسورية جومانا مراد، وأحمد صفوت، يرصد الواقع السياسي في مصر بعد الثورة من خلال قصة صعود مواطن فقير إلى مصاف رجال الأعمال الكبار، وما واجهه من عقبات في مسيرته تلك. وتدور أحداث مسلسل "مولد وصاحبه غايب" في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس المصري السابق مبارك، حول راقصة فقيرة تتعرض للظلم وتدخل السجن ثم تخرج منه لتصبح سيدة أعمال ثرية بعد أن تلتقي داخل السجن بسيدة تساعدها كي تصبح سيدة مجتمع باستخدام كل الأساليب التي عرفت في تلك الفترة من فساد ورشاوى واستغلال نفوذ وبيع جسدها. ويعود المؤلف الكبير وحيد حامد إلى منتصف الثمانينات من القرن الماضي في مسلسله الجديد "بدون ذكر أسماء" الذي ترصد أحداثه التحولات الحادة والسريعة في المجتمع المصري التي غيرت تركيبة المجتمع بالكامل بحلول منتصف التسعينات من خلال مجموعة من الشخصيات يقدمها أحمد الفيشاوي، وروبي، ومحمد فراج، وحورية فرغلي.