هنا وهناك على ارصفة الشوارع وفي الاسواق والطرقات بين السيارات العابرة تجدهم . اطفال ونساء وشيوخ .. معاقين وغير معاقين , لا لشيء إلا ليمدوا ايديهم للتسول . في هذه المدينة الاجمل .. يتزايد عدد المتسولين فيها من كل الفئات العمرية وبأشكال مختلفة وطرق عديدة ومبتكرة . وفي المقابل ايضا يتزايد عدد المتعاطين اللذين ادمنوا على انواع كثيرة منتشرة فيها من المخدرات , وأطفال في سن التعليم تركوا مدارسهم لفقر اهاليهم , فأضحت مدينة الجهل والفقر ومرض الادمان , كل ذلك في ظل غياب الضمائر وتخلي اصحابها عن تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم .. فنجد بعضهم لا يهتم إلا بما يكسبه شخصيا من اية مهمة يكلف بها , والبعض الاخر منشغل في امور تحمل معنى جوهري ولكنه يهتم بالقشور منها والشكليات تاركا الجواهر والمضامين دون اهتمام .. وهذا الوضع لا يقتصر على تلك المدينة فقط بل عم كل شقيقاتها ووصل مداه الى القرى والصحاري .. مرض وأوبئة وفقر وجهل وتعتيم على كل ذلك وإهمال والهدف هو اغراق مجتمع بأكمله في وحل من القذارة والدناءة الانسانية . الى متى سيبقى السكوت هو عنوان كل امر سيء في مجتمعنا ؟الى متى سنظل نهتم بالصور ونهمل الحوايا .. ؟ الى متى ستبقى يا وطني مهملا .. مدقعا بالفقر الدخيل وأنت أغنى الأوطان ثروة ؟ الى متى ستبقى بلادي رهينة بيد عصابة لا تنتمي الى جنس البشر ؟