هناك حكومات في هذا العالم تسعى دائماً إلى تخويف شعوبها وتجهيلها في شتى نواحي الحياة الإنسانية ؛ وهناك حكومات أيضاً تسعى إلى إذلال شعوبها وطرحها أرضاً لكي يحلوا لها حكمه إلى أمداٍ بعيد! وبين هذا وذاك تقبع شعوب هذه الحكومات في زنازين الخوف والاضطراب من خفايا المستقبل التي لا يستطيع أن يعلم به أو يطلع عليها كائن من كان. وحكومة ما تسمى بالوفاق أو( الخناق ) أو ( الرفاق ) أو أي اسماً ينطبق على حالها في اليمن تعد نموذج رائع لتلكم الحكومات التي تبيد شعوبها وتذلهم وتصب عليهم الخزي والندامة ! فهذه السَلطة الخضارية المشكلة التي تحتوي على كمية كبيرة من الفلافل الحمراء ذات الحرارة الشديدة والتي يصعب تناولها لشدة حرارتها هي ما تستطيع المبادرة الخليجية اليائسة أن تقدمه لضيوفها .
ربما يعزف الإنسان عن تناول مثل هذه السَلطة الحارة لأنها بطبيعة الحال ستسبب له التهاب في الرئة والكبد وتقلصات حادة في جميع أنحاء جسمه ربما تؤدي به في أحسن الأحوال إلى مستشفى الثورة بصنعاء ليحل عليه نزيلاً لأكثر من 30 يوماً ! هذا إذا لم يخطفه الموت بسبب حرارة هذا السَلطة المشكلة.
لعله من غير الإيجابي الإكثار من الفلافل الحمراء في سلطة تحتوي على فلافل سود حارة لأن هذا سيزيد من حرارتها ويجعلها دون مستوى الطلب لدى الزبائن الذين طالما أحبوا هذه السَلطة المشكلة التي تفوح منها روائح حادة بنكهة السلتة اليمنية الشهيرة.
قد يكون السبب الرئيسي لدموع التماسيح التي تنهمر من الطباخ محمد سالم باسندوة هي شدة حرارة سلطته المشكلة وطغيان الفلافل الحمراء على بقية أنواع الخضار الداخل في هذه السَطة. بالرغم من كون الطباخ باسندوة عاش في عاصمة عدن الحارة إلى أنه لم يرى ولم يشعر بحرارة أشد من تلك الحرارة التي تحتويها سَلطته وهو ما يتضح من دموعه التي أصبحت تروي أرضاً ميتة لا ينفع له الماء المالح شيئاً.
يتضح من خلال الأشهر الماضية على حكومة ( الخناق ) كما يسميها البعض بأن هذه الحكومة لا تستطيع أن تقدم شيئاً و( فاقد الشيء لا يعطيه ) لأنها ببساطة تامة حكومة اشخاص معدودين لا يرمون إلى تحقيق الخير والعدالة في البلاد.
ولو لم يكن كذلك لأعطوا الجنوبيون حقهم في تقرير المصير وأعطوا كل مظلوم حقه الذي يستحقه دونما عدواناً أو بطلاناً.
إن توهم البعض بأن حكومة أو - عذراً - سَلطة باسندوه تمتلك القدرة على شفاء الجرحى بمجرد شم روائح هذه السَلطة الحارة ! وهذا التوهم في غير محله على الإطلاق لأن الأيام السالفة أثبتت عكس هذا وبينت أن هذه الحكومة جوفاء لا تملك قرار نفسها ولا بيدها حتى تصريف الأعمال ؛ لأن الذي يسيرها ويحركها ريموت سعودي أميركي قطري صنع هذا الريموت باشتراك هذه الدول بغية المشاركة في التحريك والتحكم عن بعد بأفراد هذه الحكومة المسيرين.
لعله غريباً أن تكون هناك حكومة لدولة تدعي أنها مستقلة ولها سيادة تامة على أرضها تقوم بتصريف الأعمال عبر ريموت تحكم مصدره الخارج .
إذاً تباً لحكومة لا تتحرك من مشاعرها الوطنية والأخلاقية ؛ وسحقاً لحكومة تنبع من الإرادة الخارجية وتحتكم لها وتجعلها الفيصل في حل خلافاتها وقضاياها الداخلية.
حتى باتت أعمال هذه الحكومة تنتشر في وسائل إعلام تلكم الدول قبل ان تنتشر في وسائل إعلام دولتها !