تتعدد معاناة المواطن في محافظة الحديدة المحافظة التي تعد من أشد المحافظات ارتفاعاً في الحرارة وفي هذا الشهر الكريم "رمضان" الذي يتميز ببركته تجد الأهالي يتجرعون الأمرين وذلك من أبسط الخدمات الأساسية في هذه المحافظة المنكوبة ويمثل انقطاع الماء وطفح المجاري بؤرة المعاناة لهذا العام. فعلى مدى عقود من الزمن يعيش أبناء تهامة "المسالمون" في أزمات مستديمة وهي متعددة ودخل رمضان هذا العام ببركته إلا أن ثمة منغصات تقف أمام المواطن التهامي تمثلت في "أزمة الماء وانقطاعه منذ شهور وأزمة التلاعب بالأسعار خصوصاً في رمضان وأزمة الغاز المنزلي " بعد أن أصبحت تحتل مكاناً وحيزاً كبيراً من الهم التهامي المثقل بالكثير من الأزمات والآهات ، ومأساة من أعظم المآسي التي ألمّت بهم. فالطوابير الطويلة تتعدد وتستوقفك أينما ذهبت وربماً قد تشكل في بعض الشوارع زحمة للمارة ومن جهة أخرى الأصوات التي تعلو والشجارات والمشادات الكلامية بين "المطوبرين".. رجالاً ونساء وأطفالاً أمام معارض ومحلات بيع الغازمن جهة ومن جهة أخرى طوابير الباحثين عن مايسمى ب"حق رمضان" والمتسولين الذين أنهكهم الفقر وأعياهم فتجدهم أمام الجمعيات الخيرية والمحلات التجارية والبعض الآخر يتحدث إليك وهو يجلس على الرصيف أمام منزله يفتح عليك مباشرة "الكهرباء طافية"بينما آخرون يبحثون عن كسوة العيد. مشاهد بؤس وحرمان وظلم يعيشها أبناء تهامة في ظل غياب العدالة وامتهان المواطن وسحقه فالماء الذي يعد أساس الحياة انقطع عن معظم الاهالي في حارات متفرقة مع دخول رمضان وبعضها مضى عليهم أكثر من ثلاثة أشهر والماء منقطع عنهم وما حارات زايد والسلخانه والدهميه ببعيد. وآخرين قد سئموا الحياة مع طفح المجاري الذي أصبح مشهداً مأساوياً حيث تزكمت الانوف وانتشرت الامراض والاوبئة المخيفة مع الطفحات وتشهد على هذا المشهد حارات غليل ,الدهميه ,الثلاثين ,الشحارية والصبالية وغيرها. آخرون تجدهم وأنت خارج منتصف الليل إلى أقرب بوفية لتناول كأس من الحليب وهم يفترشون الرصيف يغطون في نومهم العميق ويشعرون بالراحة بعد أن أعياهم التعب طوال نهارهم بحثاً عن لقمة العيش..(وأي راحة تلك)..آخرون ايضاً تجدهم هجروا قراهم وأهلهم وأطفالهم ودخلوا مدينة"الحديدة" ليبحثوا عن ما يسد رمق أفراد أسرهم التي تركوها خلفهم. معاناة تنوعت فيها معاناة التهاميين ورمت بظلالها عليهم، فلا شيء في وجوه هؤلاء الذين يتكومون في هذه الطوابير القائمة سوى تطلعاتهم بعد الثورة الشبابية لأن ترتفع هذه الغمة ويتوقف مسلسل انهيار المعيشة للمواطنين والأزمات التي تدفع بهم إلى طوابير أصبحت هاجسا" مؤرقا" لحياتهم ومعاشهم اليومي حيث يبادرك البعض منهم اثناء الحديث عن هذه المعاناة ليحدثك بلسان تهامي "واحنا لمه ثورنا". مشاهد تتكرر يومياً وقد يرمي المواطن بزمام الامر على السلطة المحلية بالمحافظة ويطالبها بالمعالجات ومحاسبة المتسببين في افتعال الأزمات وحرمان المواطنين من أبسط الخدمات الأساسية وإن كان البعض في هذه المؤسسات يضع المواطن طرف في المشكله. "الأهالي نت" اقترب من هموم المواطنين وتلمست معاناتهم وأوضاعهم في ظل الأزمة التي يمرون بها وكان لنا هذا الحوار معهم فإليكم الحصيلة.. كابوس مزعج البداية كانت مع المواطن "يحي جيلان" الذي إلتقيناه في الايام الاولى من شهر رمضان والذي عندما سألناه أجاب علينا من أين أبدأ؟ حيث استقبلنا رمضان في الحديدة بأزمات متعددة منها أزمة في انقطاع الماء علينا لشهور ولا ندري من يقف وراء تلك الأزمة الخانقة التي أرهقتنا كثيرا"، ليضيف لنا هماً ثقيلاً وكابوساً مزعجاً، ما اضطرنا إلى استقبال شهر الخير والبركة بوجوه عابسة يملؤها الحنق والغضب والأسى من سلطة محلية تقف عاجزة أمام هذه المعاناة أضف إلى ذلك أزمتي الغلاء والفقر...دخل رمضان هذا العام مع تزايد مخيف للأسعار وخاصة المواد الاساسية حيث أصبحنا لانبحث عن التحسينات في التغذية ولكن المهم أن نتمكن من أن نأتي باليسير من المواد الاساسية. أبناء تهامه لايعرفون لغة العنف فيما يرى المواطن/ عمر شوعي بأن أزمة انقطاع الماء وطفح المجاري والبطالة والفقر مازالت تمتد وتزداد يوماً بعد يوم بل وتلقي بظلالها الكئيبة على حياة المواطنين في عدد من المناطق والأحياء بتهامة دون أي إجراء أو تدخل من الجهات المختصة والتي لا تزال تعيش حالة غارقة في النوم العميق. وأضاف شوعي قائلا": لأن أبناء تهامة مساكين ولا يفقهون لغة العنف والغضب والبهررة فهذا جزاؤهم ( الحال يعلمه الله) وبينما أنا أمشي في شارع شمسان ل"ألتقي" بأكبر عدد ممكن من المواطنين لننقل همومهم أستوقفني شخص شارد الذهن سلمت عليه وسألته عن حاله فأجاب نشتي حق العيد الجيب فاضي والحال يعلمه الله.. سألته عن اسمه فأجاب: حسن عوضة جراد وأنشد يتحدث عن معاناته شعراً فقال: أنا الفقير في دنيتي ...الماء يشبع معدتي وآ قلب آه من الألم.. والدمع قرح مقلتي, أين القلوب الحانية... بالمال ظلت قاسيه, وأنا الفقير ما حيلتي..في العيد ضاعت فرحتي, أهل الغناء في حالهم .. وأنا الفقير ماحيلتي,, من ذاك يفهم قصتي .. ويداه تمسح دمعتي .. ثم واصل حديثة أنا خريج ثانوية عامة في عام 99م ولم أجد فرصة عمل ولم يدرج اسمي ضمن كشف الدرجات وقد شاركت في عدة مهرجانات وطنية وكرنفالات وعدد من الانشطة التوعوية بعدد من القصائد الشعرية لكنها لم تشفع لي. ( المحافظة المنكوبة) من جانب آخر التقينا بالاستاذ عبدالرحمن شاوش الذي بعد أن قدم شكره ل"الأهالي نت" على اهتمامها بمعاناة وهموم أبناء المحافظة المنكوبة "الحديدة" أكد لنا دون سؤال عن ذلك أنه ليس متحزباً لفئة وإنما حزبه الوطن الغالي وقال لو كنت في سطح القمر فالهموم التي أطرحها لا يكفي سردها في هذه العجالة وقال من أين أبدأ ؟من معاناتي الخاصة أو العامة فأنا رئيس لجمعية الصم والبكم بزبيد حيث تم إقفال مقر الجمعية من المؤجر في ظل غياب السلطة المحلية وعدم اهتمامها بشريحة المعاقين حيث أن الجمعية تحتضن العديد من الصم والبكم تعليمياً وتدريبياً من زبيد والجراحي والتحيتا وأضاف لقد تم إقفال الجمعية من قبل المؤجر جراء تأخر إيجار عدة شهور التي بلغت ثلاثمائة ألف وكسور عن طريق النيابة ولايوجد من يقف بجانبا رغم تواصلنا مع أكثر من جهة معنية مما جعلني أغادرمدينة زبيد إلى الحديدة وأسكن فيها.. وذوو الاحتياجات الخاصة الآن يتسكعون في الشوارع وأنا موظف ولي راتب 56 ألف ريال مستأجر بيتاً بثلاثين ألف ناهيك عن زوجتين و7 أطفال وفاتورة الكهرباء علي أربعمائة وخمسين ألفاً إلى وقت لقائي بكم خلاف ديون البقالة والصيدلية ومصاريف رمضان في ظل ارتفاع جنوني للأسعار.. (القادم.. ربنا يستر) ويضيف عبدالله حلبي قائلا: الناس في حالة فزع كبرى من الاوضاع في الحديدة والوضع المعيشي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم وتزداد معاناة المواطن الحديدي في شهر مضان، غلاء الاسعار من جانب والبطالة من جانب آخر وانتشار عدد من المسلحين.. ويضيف باللهجة المعروفة هنا "الناس يشتوا يعيدَوا" بس من فين.. خلق الله مطوبيرين قدام المحلات والجمعيات حتى الجمعيات شكلها مفلسة شوية والقادم ربنا يستر. ( رمضان وظروف معيشية صعبة) وأنا أمشي ليلاً بشارع صنعاء مررت بشخص لايستطيع الوقوف وجسمه أشبه بالهيكل بسبب أوضاعه المتردية وإلى جانبه أطفاله الصغار وإمرأته التي تحاول أن تسأل المارة أن يتصدقوا عليهم من مال الله الذي أعطاهم، مررت وهو يصلي وقد انتصب جالساً فانتظرت حتى انتهى وسألته عن حالته فقال عندي كسور في العمود الفقري وفي أضلاع الصدر وعظام اليدين بسبب سقوطي من على نخلة مرتفعة من وقت سابق أقعدني عن الحركة ولي سبعة من الاطفال وإمرأة .. حالياً لانبحث عن حق رمضان ولا حق العيد ولكن نبحث عن لقمة العيش لنعيش أنا وأطفالي في هذا الوطن الذي لايرحم المسؤولون فيه دموع الفقراء وأنات المساكين.. بدلة العيد مش عارف كيف أحصل عليها أما المعاق حسن جحجوح الذي ترك قريته ونزل إلى الحديدة تاركاً والدين طاعنين في السن وأختين وخمسة من الإخوة قال نزلت إلى الحديدة للبحث عن عمل يتوافق مع إعاقتي لأغطي مصاريف أسرتي ولكنني لم أجد حتى الآن وتلاحظ ارتفاعاً للأسعار في رمضان يذهل الجميع دون ضبط من الجهات المعنية وعمليات سطو واحتيال. واضاف: أنا من بداية رمضان وأنا أفكر في بدلة العيد "مش عارف كيف أحصل عليها" ناهيك عن أفراد أسرتي الذين ينتظرونني في البيت وتساءل عن الجهات التي تقف مع المعاق أو تقوم بدعمه ولم يواصل حديثه معي معتبراً النشر عبر الصحف والمواقع الإخباية غير مجدٍ وأخذ يمشي على عكازته ويتمتم بكلمات غير مفهومة. فواتير حمراء ويضيف الصحفي بسيم الجناني قائلاُ: الحديدة تعاني الكثير وإن كنا نأمل ونطمح إلى الافضل في السنوات القادمة فالمعاناة تتعدد "انقطاع ماء، مرض، بطالة فقر، أسعار"فواتير حمراء تضاعف معاناة الظروف المعيشية الصعبة وحرارة مناخية قاسية ..غلاء يهوي بالسكان إلى سحيق ماتحت الفاقة والفقر الكافر.. فحجم الكوارث يتكور مأساتها العديد في الشوارع والجولات حيث آلاف المتسولين الذين يجوبونها ويتكومون أمام الشركات والاسواق والشوارع والمساجد، صور تزداد قتامة ..ثمة مايوحي في وجوه المواطنين بأن ثمة تحولات مخيفة في حياتهم المعيشية تدلف بهم إلى سحيق الهاوية ..ومن المؤسف أن نعيش رمضان الكريم هذا العام في ظل تفاقم وتزايد مخيف للأسعار وخاصة المواد الاساسية وهو مايضاعف معاناة السكان في هذه المحافظة التي أصبحت شبه منكوبة والحال قد غلب على أبنائها. صراع من أجل البقاء ويتحدث محمد القيم من ابناء مديرية القناوص قائلاً: معاناة أبناء الحديدة ليست وليدة الساعة وإنما مستمرة طيلة العهد الإمامي وبعد مجيئ الثورة السبتمبرية وأبناء الحديدة يعانون ويكابدون مرارة العيش ومتطلبات الحياة اليومية ومع ذلك لم يستسلموا لواقعهم المر والصعب بل بذلوا كل ما بوسعهم في التغلب على المعاناة وشظف المعيشة وصبروا كثيراً ولكن ازدادت تلك المعاناة خلال فترة نظام صالح الذي تعامل مع ابناء الحديدة وكأنهم مواطنون من الدرجة الثالثة أو الرابعة بل صادر كل حقوقهم ولم يكتف بذلك بل نهب أراضيهم وصادر ثرواتهم السمكية والزراعية.. وانعكست المعاناة لأبناء الحديدة على مختلف الخدمات الصحية والتعليمية والمعيشية فما يحدث حالياً هو امتداد لظلم النظام البائد لهذه المحافظة وابنائها ومع ذلك ابناء الحديدة مازالوا يصارعون من أجل البقاء والحياة الكريمة. الحرارة تغتال أحياء القش والصفيح رساله عاجله إلى حكومة الوفاق والسلطة المحلية بالمحافظة حيث لا يزال سكان القش والصفيح في حي السلام بالحديدة يُغتالون بجحيم الحر والظلام والفقر، ينعمون برؤية خطوط الكهرباء التي تمر من بين أحيائهم إلى الجهات المعلومة والمجهولة وإلى أماكن بعيدة ومناطق وعرة، الفارق أن هؤلاء الغلابى البسطاء سقطوا عمداً من ذاكرة الوجود وشطبوا من خارطة الدولة اليمنية لأنهم بلا قبيلة ولا سلاح ولا يتقنون البهررة ولا يجيدون فن الخطف وحمل السلاح.. هؤلاء وخلال الفترة الماضية كانوا يستخدمون كورقة للعب بها لصالح "الدواشين" وتجار السمسرة ويبقى هؤلاء في منازلهم الصفيحية والكرتونية يتسلون بالملصقات الدعائية التي نصبت بين أحيائهم وعلقت صوراً على منازلهم الصفيحية لبعض الرموز. كما هو الحال في حي الكدف وحارة البيضاء وحي السلام والزهور وجزء من السلخانة والربصة- أشبه بنازحين قادمين من القرن الأفريقي وليسوا يمنيين.. مرارات وآهات وبشر يموتون في صمت بسبب المعاناة المختلفة "انعدام الماء والحر والاسعار والفقر والبطالة" هؤلاء هم ابناء عروسة البحر الأحمر التي تعيش أسوأ حالاتها منذ أكثر من30 عاماً, وجاء الوقت الذي رفعت فيه شعارات التغيير الذي حلموا به من ذي قبل ,سكان هؤلاء الحواري ولعل نداءاتهم تصل على الفور إلى حكومة الوفاق ليكون للتغيير طعم ومذاق رائع عند هؤلاء. روائح كريهة ويضيف محمد صغير من سكان حارة"غليل"هناك مشكلة تؤرق أبناء الحارة "غليل" وهي طفح المجاري وانسداد الخطوط الرئيسية مما أدى إلى انبعاث روائح كريهة ومؤذية وانتشار الامراض بسبب ذلك في الحارة وأغلقت الشوارع داخل الحارة ولطول فترتها نبتت فيها الطحالب حيث ولها أكثر من 15 يوماً وقد بلغنا طوارئ الصرف الصحي مراراً وتكراراً وأوضح أن من المشكلات التي تؤرق المواطنين في حارة غليل هذه الايام هي تكدس القمائم في الحارة، فهم حالياً لا يقومون برفعها مثل خطتهم المعهودة ماقبل رمضان ولكن الآن تتراكم وتصير أكواماً وربماً قد تقطع الشارع في الحارة وجوار سنترال غليل خير شاهد.. معاناة أرملة وتقول الحاجة "خيرية" وباللهجة المحلية "أني أرملة... الزوج توفي له سنتين ولي خمس بنات وطفلين كان زوجي يشتغل علينا ويطلع لنا المصاريف من عرق جبينه ولاتوجد عنده وظيفة بس بعد وفاته مافي معانا إلا الضمان الاجتماعي الذي يأتي بعد ثلاثة أشهر ولايغطي شيئ من معاناتنا والعيد واجي والعيال يشتوا ملابس وأني من فين أدور لهم ويا ولدي خليها على الله الحال يعلمه ربنا". وبخصوص إنقطاع الماء عن معظم الحارات وطفح المجاري فقد نقلت بعض المصادر المحلية أن مؤسسة المياه تقف عاجزه عن عمل شيئ بخصوص ما يحدث من انقطاع الماء بسبب نفاذ ميزانية المؤسسة مما أجبر المؤسسه على عجزها بخصوص ذلك بعد أن توقف عدد من المواطنين عن تسديد الفواتير الخاصة بالماء ولا توجد هناك دعم للميزانية من قبل الوزارة باعتبار المؤسسة جهة ايرادية. وحاول "الأهالي نت" التواصل مع مدير المؤسسة لمعرفة الاشكاليات إلا أن ذلك لم يتم بسبب انشغال مديرها.إلا أن هناك ترتيبات قادمه لعمل لقاء متكامل بخصوص الموضوع نفسه ومعرفة الاشكاليات عن قرب.