لا تزال الحديدة تدفع فاتورة الطيبة والسلم.. لا كهرباء، لا مياه، مرضى، مجاري طافحة، قمائم متراكمة، بطالة، فقر، أسعار مرتفعة، فواتير من التعذيب تضاعف معاناة الظروف المعيشية الصعبة، وحرارة مناخية قاسية.. غلاء يهوي بالسكان إلى سحيق ما تحت الفاقة والفقر.. وهاهو رمضان يأتي كالعادة بكارثة مأساتها في الشوارع والتقاطعات، حيث آلاف المتسولين الذين يجوبونها ويتكومون أمام الشركات والأسواق والشوارع والمساجد. نعيش رمضان هذا العام في ظل تفاقم وتزايد للأسعار، وخاصة المواد الاساسية، وهو ما يضاعف معاناة السكان في هذه المحافظة المنكوبة.
صور تزداد قتامة.. تدلف بسكان المحافظة إلى سحيق الهاوية، حيث أصبحنا نحلم بأن تحل مشاكلنا بمعجزة بعد أن فقدنا الأمل بمن أوكلوا بحلها، فأبسط مقومات الحياة تنحذر للأسوء، فتشتت عقولنا ونصبح مجتمع عقيم في الإنتاج وعديم الإبتكار، وتظل أوقاتنا كلها إنتظار لساعة الفرج والخلاص.. فيقابلها مزيد من المعاناة.
وعود كثيرة وأوامر على ورق تقاطرت على محافظة الحديدة من قبل رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء ولم تصل منها شيء وظل أبناء المحافظة طيلة الفترة الماضية ينتظرون تلك الوعود والأوامر وخاصة بعد زيارة رئيس الجمهورية للحديدة وتصريحه بتلك الوعود أمام وجاهات وأبناء المحافظة الذين استبشروا بها خير ولكن فقدوا الأمل بها ولحقت بما سبقها من وعود متراكمة لحل مشاكل أصبحت الهم الوحيد الذي يشغل أبناء الحديدة.
الثقة تتلاشى يوماً بعد يوم، واليأس والإحباط أصبح على لسان كل مواطن في تهامة، نساء وأطفال وشيوخ ومرضى يتجرعون تلك المآساة بشكل يومي ووصلت فقدوا أي بصيص أمل للعودة منه، وبقي المواطن الكادح المسحوق في يحلم بحياة كريمة، حلم يراوده في دولة تنشد التغيير وتتغنى به.
صورة شاب شبه عارٍ ينام في رصيف أحد الشوارع بسبب الحر وانقطاع الكهرباء.