صرخات المرضى وانين العجزة والأطفال الرضع هو ما تسمعه في نهار الحديدة ولياليها، يقابله صمود أسطوري لأبناء الحديدة الثائرة أمام كل محاولات سياسات العقاب الجماعي الذي يفرض على سكان هذه المحافظة المسالمة والثائرة حيث قضى أكثر من 15 شخصا من مرضى سكان الحديدة معظمهم من الأطفال والمرضى وكبار السن خلال يومين جراء انطفاء الكهرباء واختفاء الوقود.. إنها سياسة العقاب الجماعي الذي لجأ إليها بقايا نظام صالح ليفرضها على سكان محافظة الحديدة، فالكهرباء الذي كان معدل توفرها في الأسابيع الماضية ساعة في الليل والنهار انعدمت بعد قيام بعض بقايا النظام بقصف دوائر التحويل للتحول حياة أبناء الحديدة إلى جحيم لا يطاق. أما أزمة الوقود فكانت أم الكوارث التي سعى من خلالها بقايا صالح القضاء على ما تبقى من حياة كريمة للمواطن في هذه المحافظة المسالمة، فمحلات بيع الثلج والبقالات والمصانع والدكاكين وحتى الأفران الخبز أغلقت أبوابها مما أدى إلى تفاقم الأزمة في الحديدة بشكل مأساوي. ثمة شعوب رحل زعماؤها وبقية الدولة أما في اليمن فمنطق دولة الفرد والعائلة التي تشكلت خلال 33 عاما فيقول رحل راس النظام الفاسد لترحل معه الدولة وعلى الثوار أن يشكلوا دولة للشعب. حصار جائر ضحيته المرضى والعجزة والأطفال حصار جائر وعقوبات جماعية لأبناء الحديدة في محاولة يائسة من بقايا النظام البائد إدارة البلاد بالأزمات وفرض عليهم منطق الخطاب السياسي الأرعن والذي كان يردده رأس النظام "أنا ومن بعدي الطوفان"، فإشعال الحرائق والأزمات في الخدمات والمواد الرئيسية التي لها علاقة مباشرة بحياة المواطن سياسة مكشوفة من بقايا النظام الفاسد البائد .. ففرض سياسة العقاب الجماعي ضد سكان محافظة الحديدة التي سجلت حضورا ثوريا جعلها من المحافظات الأولى التي قدم أبناؤها شهداء وجرحى في الثورة السلمية .. فقد تسبب قصف بقايا النظام لكابلات التحكم للخطوط الموصلة للكهرباء من محطة الكثيب إلى مدينة الحديدة وبعض مديرياتها إلى انقطاع الكهرباء بشكل نهائي عن كافة أبناء الحديدة بصورة غير مسبوقة بينما كانت الحديدة في الأسابيع الماضية تحصل على معدل ساعة هي حصيلتها من الكهرباء خلال 24 ساعة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة بشكل مأساوي، وزاد اختفاء الوقود الديزل والبترول والغاز والكيرسين إلى تحول حياة سكان الحديدة إلى جحيم لا يطاق في ظل درجة حرارة تصل إلى ما بين 35 إلى 40 درجة مأوية مما أدى إلى توقف العمل في المصانع والمحلات التجارية الكبير والعيادات والمنشات الطبية الخاصة والحكومية، الأمر الذي الحق إضرارا وخسائر ما دية وبشرية كبيرة لسكان هذه المحافظة الثائرة، والتي يتم معاقبتها بصورة جماعية ومأساوية من قبل بقايا النظام البائد .. أزمة خانقة في الخبز والثلج ومياه الشرب، وعشرات الجرحى في نزاعات بين المواطنين على أماكن بيعها.. حيث تحولت محافظة الحديدة الساحلية إلى منطقة منكوبة جراء تواصل انقطاع التيار الكهربائي عنها منذ أيام، الأمر الذي أدى إلى توقف الخدمات الصحية والمعيشية اليومية للمواطنين، وأضطر معها بعض العائلات للمبيت مع أطفالها خارج المنازل بسبب ارتفاع درجة الحرارة..وقال مسؤولون محليون انه في حال استمرار انقطاع الكهرباء واختفاء الوقود لأيام قادمة فإن محافظة الحديدة تعتبر منطقة منكوبة من قبل مسئولون في المحافظة هذا الأسبوع، جراء تضاعف معاناة استمرار انقطاع التيار الكهربائي المتواصل منذ ثلاثة أيام، الأمر الذي تسبب في أزمة خانقة في الخبز والثلج ومياه الشرب، امتدت إلى المناطق الريفية، في وقت تعيش فيه هذه المحافظة الساحلية أجواء صيفية حارة، كغيرها من المدن الساحلية اليمينية..وأكدت مصادر طبية في مدينة الحديدة ل " الصحوة نت" وفاة 15 مريضا بينهم أطفال ونساء بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء الذي تسبب في توقف كثير من المستشفيات العامة والخاصة ومراكز الغسيل الكلوي، في وقت تعيش فيه المحافظة أزمة خانقة في المشتقات النفطية، الأمر الذي ضاعف من معاناة المرافق الصحية في مدينة الحديدة بعد أن أصبحت عاجزة عن العمل بطاقة المولدات الكهربائية التي تعتمد على المشتقات النفطية المنعدمة أصلا.. وقالت المصادر إن من بين المرضى المتوفين مصابون بالفشل الكلوي وضيق التنفس، وغيرهم من المرضى ممن تتطلب حالتهم الصحية وجود تيار كهربائي، الذي تسبب انقطاعه المتواصل أيضا في تعفن جثث الموتى في ثلاجتي مستشفيات (الثورة والعلفي)، وسط مناشدات طبية بدفنها.. وذكرت المصادر ذاتها أن العشرات من مرضى السرطان في الحديدة عادوا إلى قراهم بلا علاج بسبب الانقطاع الكامل للكهرباء عن محافظة الحديدة الناتج عن انهيار أبراج خطوط نقل الجهد الفائق في مدينة باجل اثر عمل تخريبي يقف وراءه بقايا نظام صالح وفق ما أكد شهود عيان، إضافة إلى قيام أطقم من الحرس الجمهوري بقصف ابراج التحويل والتحكم وخطوط الربط ، كما وجهت مؤسسة الأمل لمكافحة السرطان نداء استغاثة للجهات الرسمية والأهلية لإنقاذ عشرات المرضى الذين حال انقطاع التيار الكهربائي دون استكمال جلساتهم الطبية.. إلى ذلك أكدت مصادر أمنية في مدينة الحديدة سقوط عشرات الجرحى خلال يومين من الأزمة في نزاعات بين المواطنين على أماكن بيع الثلج والوقود والخبز ومياه الشرب.. وعبر العديد من مواطني وأهالي محافظة الحديدة عن غضبهم واستيائهم الشديدين من تجاهل مؤسسة الكهرباء بالمحافظة للانطفاءات المتواصلة للتيار الكهربائي التي تصل إلى أكثر من 20 ساعة يوميا.. مناشدات لمحاسبة من تسبب في هذه الأزمة ونتائج هذه الحرب الصامته التي يشنها بقايا النظام على سكان الحديدة يتحدث عنها أبناء الحديدة بمزيد من الصمود والتضحية وعدم الاستسلام للمخربين والفاسدين ممن يقتاتون على حساب أوجاع وأشواق هذه المحافظة. المواطن سعيد احمد الوصابي - صاحب بقاله - قال إن الوضع في الحديدة لم يعد يتحمل، اشترينا مولدات كهربائية لتغطية عجز التيار الكهربائي في محاولة للمحافظة على المواد والسلع التي تحتاج إلى تبريد فإذا بأزمة الوقود توقف عمل هذه المولدات، واليوم المئات من البقالات الكبيرة تكبد اصحابها خسائر فادحة جراء توقف التبريد وخاصة في المثلجات كالدجاج واللحوم والايسكريم وغيرها. محمد الوليدي وهو سائق حافلة موزع ثلج، قال إن التلاعب والتهريب والسمسرة في بيع الديزل أوقف عملية حصول مصانع الثلج على الديزل، ما أدى إلى توقفها وهو ما جعل المواطنين الذين فقدوا عمل المبردات داخل منازلهم مما ارتفع الطلب على مادة الثلج وحصل تدافع بين السكان على هذه المواد التي تعتبر رئيسية في الحديدة وخاصة آلاف الأسر التي لا تمتلك ثلاجات تبريد وارتفع سعر الثلج بسعر جنوني وهناك جرحى بسبب المعارك التي نشبت بين المواطنين على محلات بيع الثلج ويتحمل هذا العناء المسؤولين الذين تسببوا في هذه الأزمات. ويضيف بالقول "هناك ثورات وقعت في مصر وتونس بل وحتى الحرب التي في ليبيا لم تؤثر على خدمات المواطنين. ويعلق المحلل الاقتصادي محمد عبده ناشر على هذه الموضوع بالقول إن هذه الأزمة الاقتصادية افتعلها بقايا النظام الحاكم الذي أراد أن يؤكد لليمنيين ما كان صالح يتوعد به المواطنين به إذا رحل "الطوفان والانفصال والصوملة والاقتتال" واليوم يحاول المستفيدين من تلك الحقبة البائدة لهذا النظام أن يؤكدوا ما كان يحذر منه رئيس النظام السابق في محاولة للترويع المواطنين من الثورات الشعبية التي يقف وراءها أبناء اليمن قاطبة من المهرة حتى الحديدة، مشيرا إلى أن هذه الوضع الاقتصادي المتأزم يقف خلفه أتباع النظام الفاسد وهو يحتاج إلى ضابط وإدارة أمينة ووطنية شريفة من خلال مجلس انتقالي يقود البلاد إلى حالة الاستقرار بحيث يتمكن هذا المجلس من إيقاف عبث بعض فلول نظام صالح الذين يحاولون أن يخربوا كل شيء في البلاد وخاصة المنشات العامة التي هي ملك للشعب ومن ثروته وأمواله وعرقه وليس من جيب من نهبوا واثروا مع عائلتهم على حساب الشعب اليمني. وكان مزارعون في مديريات الريف بمحافظة الحديدة وجهوا مناشدات للسلطة المحلية يطالبونهم بسرعة توفير مادة الديزل حيث وان مزارعهم يبست أشجارها وان أشجار الموز والمانجو باتت مهددة بتوقف هذه الفواكه، مشيرين إلى أن خسائرهم التي يتكبدونها جراء ارتفاع مادة الديزل واختفائها تعد كارثة حقيقية على المزارعين في تهامة في حال استمرار أزمة الوقود. وكانت عدد من ملاك المنشات الصحية هددوا بإغلاقها في حال أصرت شركة النفط برفع قيمة مادة الديزل إلى 120 للتر الواحد في ظل اعتمادهم على مولداتهم الكهربائية وبعد انعدام خدمة الكهرباء العامة. وقال مسؤولي هذه المنشآت إنهم تخاطبوا مع السلطة المحلية لإيقاف هذا الإجراء الذي يدخل ضمن العقاب الجماعي الذي يوجه لأبناء المحافظة. صمود شباب الثورة هذا وكان شباب الثورة والتغيير بالحديدة دعوا إلى التصعيد السلمي لاستكمال تحقيق أهداف الثورة التي قامت لأجل إسقاط النظام بأكمله. وقال شباب الثورة والتغيير بالحديدة في بيان لهم إن على الساحات الثورية في مختلف المحافظات اليمنية الاستمرار في التصعيد حتى تحقق كافة الأهداف التي قامت لأجلها الثورة خاصة وان بقايا النظام وأزلامه لا تزال تقوم بأدوار تدميرية للشعب اليمني في محاولة للتشويش على الثورة التي قامت ضد نظام فاسد قام على الشللية والعصبوية والأسرية والفساد والنهب والثراء الفاحش على حساب جموع الشعب اليمني الذي يطحنه الفقر والفاقة. وأكد شباب الثورة والتغيير بالحديدة على ضرورة التصعيد السلمي حتى يرحل كافة أركان هذا النظام الذي يمارس على الشعب اليمني عقوبات جماعية في المأكل والمشرب والخدمات العامة والقتل والنهب والتدمير والترويع وإهدار السكينة والاستقرار.