سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحديدة: وفاة 15 مريضاً بينهم أطفال ونساء جراء الإنقطاع المتواصل للكهرباء أزمة خانقة في الخبز والثلج ومياه الشرب، وعشرات الجرحى في نزاعات بين المواطنين على أماكن بيعها..
تحولت محافظة الحديدة الساحلية إلى منطقة منكوبة جراء تواصل انقطاع التيار الكهربائي عنها منذ أيام، الأمر الذي أدى إلى توقف الخدمات الصحية والمعيشية، وأضطر معها بعض العائلات للمبيت مع أطفالها خارج المنازل بسبب ارتفاع درجة الحرارة. وقال مراسل الصحوة نت في محافظة الحديدة الزميل "عبد الحفيظ الحطامي" إن محافظة الحديدة أعلنت كمنطقة منكوبة من قبل مسئولون في المحافظة اليوم الأحد، جراء تضاعف معاناة انقطاع الكهرباء المتواصل منذ ثلاثة أيام، الأمر الذي تسبب في أزمة خانقة في الخبز والثلج ومياه الشرب، امتدت إلى المناطق الريفية، في وقت تعيش فيه هذه المحافظة الساحلية أجواء صيفية حارة، كغيرها من المدن الساحلية اليمينية. وأكدت مصادر طبية في مدينة الحديدة ل"الصحوة نت" وفاة 15 مريضا بينهم أطفال ونساء بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء الذي تسبب في توقف كثير من المستشفيات العامة والخاصة ومراكز الغسيل الكلوي، في وقت تعيش فيه المحافظة أزمة خانقة في المشتقات النفطية، الأمر الذي ضاعف من معاناة المرافق الصحية في مدينة الحديدة بعد أن أصبحت عاجزة عن العمل بطاقة المولدات الكهربائية التي تعتمد على المشتقات النفطية المنعدمة أصلا. وقالت المصادر إن من بين المرضى المتوفين مصابون بالفشل الكلوي وضيق التنفس، وغيرهم من المرضى ممن تتطلب حالتهم الصحية وجود تيار كهربائي، الذي تسبب انقطاعه المتواصل أيضا في تعفن جثث الموتى في ثلاجتي مستشفيات (الثورة والعلفي)، وسط مناشدات طبية بدفنها. وذكرت المصادر ذاتها أن العشرات من مرضى السرطان في الحديدة عادوا إلى قراهم بلا علاج بسبب الانقطاع الكامل للكهرباء عن محافظة الحديدة الناتج عن انهيار أبراج خطوط نقل الجهد الفائق في مدينة باجل اثر عمل تخريبي يقف وراءه بقايا نظام صالح وفق ما أكد شهود عيان. ووجهت مؤسسة الأمل لمكافحة السرطان نداء استغاثة للجهات الرسمية والأهلية لإنقاذ عشرات المرضى الذين حال انقطاع التيار الكهربائي دون استكمال جلساتهم الطبية. إلى ذلك أكدت مصادر أمنية في مدينة الحديدة ل"الصحوة نت" سقوط عشرات الجرحى منذ الصباح حتى ساعة كتابة الخبر في نزاعات بين المواطنين على أماكن بيع الثلج والوقود والخبز ومياه الشرب. وعبر العديد من مواطني وأهالي محافظة الحديدة عن غضبهم واستيائهم الشديدين من تجاهل مؤسسة الكهرباء بالمحافظة للانطفاءات المتواصلة للتيار الكهربائي التي تصل إلى أكثر من 20 ساعة يوميا. وعبر ناشطون حقوقيون عن استياءهم الشديد لعجز السلطة المحلية بالمحافظة في حل مشكلة الكهرباء والتي تحولت إلى كابوس مخيف للمواطنين أفقدتهم الثقة بقدرة الدولة القيام بواجباتها تجاه مواطنيها من خلال الوعود المتكررة التي ذهبت إدراج الرياح. وتوعد الناشطون الحقوقيون بملاحقة قيادة وزارتي الكهرباء والنفط قضائيا جراء الأزمة التي تعيشها مدينة الحديدة وغيرها من المدن اليمنية، باعتبار ذلك عقاب جماعي تمارسه بقايا النظام بحق أبناء الشعب اليمني المطالبين بالتغيير. وقال رئيس فريق منظمة هود في الحديدة طارق سرور "بالرغم من اثقال كاهل المواطن بدفع فواتير الكهرباء من قوته وقوت أولاده إلا انه لا يحصل على خدمة تقيه حرارة الصيف الملتهبة والظلام الدامس، ناهيك عن ما ألحقته الانطفاءات المتكررة من خسائر مادية وبشرية إضافة إلى ما أنتجته هذه المشكلة من تلوث للبيئة بسبب تشغيل المولدات الكهربائية في الشوارع والحارات. وأشار سرور إلى أن مؤسسة الكهرباء بالمحافظة قامت بتكثيف انطفاءاتها الكهربائية منذ الساعة الثانية فجراً وحتى اليوم الثاني دون مراعاة للمواطن المسكين وما يعانيه من حر شديد جراء دخول فصل الصيف هذه الأيام. وطالب بإيقاف المهزلة التي يقدم عليها موظفو الكهرباء بالحديدة جراء ما وصفه ب"الانطفاءات غير العادلة "التي تشهدها المحافظة والتحقيق مع مسئولي الكهرباء ومحاسبتهم على تلك الانطفاءات التي عكرت حياة المواطنين وأثقلت كاهلهم.. هذا وكانت محافظة الحديدة قد شهدت حالة من الغليان والغضب الشعبي جراء الانطفاءات المتواصلة للتيار الكهربائي، حيث أقدم عدد من المتظاهرين على إحراق الإطارات في شارع الميناء والقصر الجمهوري وشارع صنعاء وباب مشرف والمطراق، وقاموا بقطع الشوارع الرئيسية بالحجارة والغسالات والمكيفات العاطلة، احتجاجاً منهم على الانقطاعات الكهربائية المستمرة التي شهدتها المحافظة منذ ثلاثة أيام وبشكل مخيف. وطالب بإقالة محافظ المحافظة "أكرم عطية" لثبوت فشلة ذريع في تلمس احتياجات المواطنين، وعدم حل مشكلة الكهرباء بدلا " من اعتكافه بالمنزل هروبا من مطالبات المواطنين". مما زاد من حدة الاحتجاجات وقطع الطرق الرئيسية بالمدينة وإحراق الإطارات بشكل شبه يومي في كثير من المناطق بالمدينة وبعض المديريات.