تدخلت قيادات في محافظة الحديدة في حل قضية اعتداء على منزل مدير عام مؤسسة الكهرباء المحافظة من قبل مواطنين غاضبين بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء. وأفضى هذا التدخل إلى إلزام المواطنين ب"التهجير" لمدير المؤسسة. وذكرت مصادر محلية ل"المصدر أونلاين" إن أمين عام المجلس المحلي حسن أحمد هيج تدخل لعقد صلح من خلال تهجير مدير عام مؤسسة الكهرباء ب"ثور" في مبنى المؤسسة وهو ما تم فعلاً اليوم السبت بحضور هيج. وأضافت المصادر إن مدير عام الكهرباء محمد النهاري قبل الهجر ورفض أن يذبح معبراً عن سماحه عن الذين اعتدوا على منزله، غير إن إجراء التهجير أثار غضب السكان المحليين في المحافظة الساحلية التي تعاني انقطاعاً مستمراً للكهرباء، ويعتبرون مدير الكهرباء بالمحافظة أحد المسؤولين قانوناً والمتهمين بالوقوف وراء ما يعانونه جراء هذه الانطفاءات. وكان مواطنون تابعين لشخص يقودهم شخص "عبدالله دهل" قد اعتدوا الأسبوع الماضي على منزل محمد النهاري مدير مؤسسة الكهرباء رشقاً بالحجارة والعبث بالأسلاك الكهربائية الموصولة بالمنزل مما الحق به أضرار، وذلك تعبيراً عن غضبهم لوجود الكهرباء في منزله فقط، بينما هي منقطعة عن باقي منازل المواطنين. ويعاني سكان محافظة الحديدة حالة مأساوية جراء الانقطاع الكلي والجزئي للتيار الكهربائي عن المدينة منذ أسابيع الماضية فضلاً عن استمرار انعدام المشتقات النفطية، ما أدى إلى وفاة مرضى وحدوث أعمال شغب تهدد بتحويل المحافظة الساحلية إلى جحيم وسط مخاوف من وقوع كارثة إنسانية. وانقطعت الكهرباء مطلع الأسبوع الماضي لمدة ثلاثة أيام وتستمر الانقطاعات لساعات طويلة بشكل يومي عن المحافظة التي يضطر معظم سكانها لشراء قوالب الثلج والجلوس تحت المبردات لتقيهم حرارة الجو المستعر التي تصل هذه الأيام إلى نحو أربعين درجة مئوية. ومع انعدام المشتقات النفطية تفاقمت الأزمة بتوقف المولدات الكهربائية الصغيرة التي تملكها بعض المؤسسات والمستشفيات والمحال التجارية. وأدى ذلك الأسبوع الفائت إلى وفاة عدد من المرضى وانبعاث روائح من ثلاجات حفظ الموتى في مستشفى العلفي وتلف مخزونات بنك الدم في المستشفى ذاته، إضافة إلى وفاة مرضى في مركز غسيل الكلى بحسب مصدر طبي. وازدهرت تجارة المشتقات النفطية في السوق السوداء في المدينة كغيرها من مدن يمنية، حيث وصل سعر برميل الديزل (200 لتر) إلى نحو 80 ألف ريال. وتوعد ناشطون حقوقيون بملاحقة قيادة وزارتي الكهرباء والنفط قضائيا جراء الأزمة التي تعيشها مدينة الحديدة وغيرها من المدن اليمنية، باعتبار ذلك عقاب جماعي تمارسه من أسموها ب"بقايا النظام" بحق أبناء الشعب اليمني المطالبين بالتغيير. وقال رئيس فريق منظمة هود في الحديدة طارق سرور "بالرغم من إثقال كاهل المواطن بدفع فواتير الكهرباء من قوته وقوت أولاده إلا انه لا يحصل على خدمة تقيه حرارة الصيف الملتهبة والظلام الدامس، ناهيك عن ما ألحقته الانطفاءات المتكررة من خسائر مادية وبشرية إضافة إلى ما أنتجته هذه المشكلة من تلوث للبيئة بسبب تشغيل المولدات الكهربائية في الشوارع والحارات. وأشار سرور إلى أن مؤسسة الكهرباء بالمحافظة قامت بتكثيف انطفاءاتها الكهربائية منذ الساعة الثانية فجراً وحتى اليوم الثاني دون مراعاة للمواطن المسكين وما يعانيه من حر شديد جراء دخول فصل الصيف هذه الأيام. وطالب بإيقاف المهزلة التي يقدم عليها موظفو الكهرباء بالحديدة جراء ما وصفه ب"الانطفاءات غير العادلة "التي تشهدها المحافظة والتحقيق مع مسئولي الكهرباء ومحاسبتهم على تلك الانطفاءات التي عكرت حياة المواطنين وأثقلت كاهلهم.
* الصورة: أثناء التهجير القبلي لمدير عام الكهرباء بالحديدة.